لَهِيـــب الشَّيْب
الشاعر/ عبد العزيز سليمان الفدغوش
إن الشَّيْب لمن أمَدّ الله في عمره حقيقة لابد من العمل على قبولها والتكيّف معها فهي مرحلة التوبة والصلاح وجني ثمار النجاح وأصدق شاهد في بيان فضل الشَّيْب قول النبي ﷺ :(من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة)
يـا صَــاحْ وقَـــتِي دارَ بي وإنْتَحـابي
وأَصْبِرْ ولَــوْ مَيْـل الزَمَـنْ ينْتحِي بي
مــا كـــلّ رَغْبَــات البَشَـر تستجابي
ولا كـــلّ تَســدِيد ٍ يصِيــبْ ويثـيبي
ما يُجْدِي العَطْشَان طَردْ السَــرَابي
و ما طَـاب مـا هـو دايم ٍ يـا اللَبِيبي
سُمْــر اللَيـــالي روّحَـــت بالشَبابي
ومـن عـاش سالِم يقتفيه المَشيبي
مـن أول ٍ حــال المجَـاهِيم طَــابي
والوُضْـح نُدّر مثل طَــشْ الذَهِيبي
ليــنْ الزمــن في قــوّ نَــابه رمـابي
وأصبــح بَعيد الأمــس مني قريبي
بان النّصِي وأخفىٰ جــناح الغـرابي
والوُضْــح زادت بين سَـرْح وعَزِيبي
حـلّ الصَّبَاح وغَيْهَب الليـل غــابي
وأضحىٰ الدُجَىٰ ماله وجود وغَرِيبي
مــا تَرْجَـــع الأيـــام بعــد الذهــابي
دورة زَمَــــن كــــلّ ٍ لهــا يستجــيبي
بين الهنــاء وزود العنــاء والعــذابي
وشُــروق شمــس ٍ يقتفـيه المَغــيبي
تَمْضِــي الليــالي بالخطأ والصوابي
وكــلّ ٍ يجيه مــن المُغَيّــب نَصــيبي
حـــال البـــرايا والخفــاء والحِسابي
بتــدبـيــر ربّ ٍ عــالــم ٍكـــلّ غَـــيبي
مُبْدِع مــدارات الفضــاء والسَحابي
ومَكْنُــون كَـــوْنٍ في كِــيــانِه رَحـيبي
بأمــره ثَــواب الآدِمــيّ والعقــابي
وفي خــاتَم الأدْيــان خَصّ الحبيبي
مُرْسِــل رسـوله بالهُــدىٰ والكِـتابي
ربّ ٍ عــلىٰ خَلْقِه رقــيـب ٍحَسِـــيبي