بقلم /عبدالله بن حمدان الفارسي- سلطنة عمان
تساءلني متى ستكتبني حرفا ثائرا على سطر أفكارك؟ ومتى ستجعلني صرخة بركان عنوانها أوراقك؟ متى سأكون الراقصة الأولى وسط كلماتك؟ يا ملهمتي جهلك هذا يعود بي لعصور اللاوعي، ألا تجيدين السير على السطور؟! ألا تفقهين لغة عيون النثر والأشعار؟! ألا تستشعرين بأن من أجلك ينحني تاج الإبداع، وتتمايل أغصان الابجديات طواعية لك، ولا تُنسج مباهج المشاعر إلا منك وإليك، ومن عبق أنفاسك تُعتق نادرات العطور، ومن فيكِ يتسرب وينساب سحر الحروف، أنا لا أكتبُ الحرف بقدر ما يخطني هو من أجلك، فرفوف مكتبي ودهاليزها يتيمة عقيمة إلا من مخطوطة أثرية سقطت من يديك.
أتذكر تلك اللحظة حين استوقفني رمشك الساهي وبريق عينيك، تاريخ مستثنى توقفتْ بعده كافة تفاصيل الأيام، وتنحّت دونه الليالي، فلم يعد لي تقويما إلا ما تسطّر على ذكرى لقياك، كيف لا أكتبك وأنتِ كل كتاباتي وزخرفة رسوماتي؟ كيف يحلو للسطر أن يتباهى دون سرد ذكراكِ، ومن يمنح حروف الهجاء غرورا إلا حين تعتلين عرشها وتلوحين بصولجانك، وزهر الشوق .
سيدتي لا ينبت إلا على أسوار مدائنك، وسنابل الفرح ليس لها مأوى سوى واحات وجنتيك، آتِ إليك لا محالة على كف القدر لا أرجو سواك، أمتطي صهوة حرفي شوقا وعشقا لملاقاتك، أعتلي منبر العشاق أتودد أرتجي ابتساماتك، كل الأشياء وأجراس المشاعر تناديك، توحي لك بأن كل الحروف لا تكتب إلا منك إليك.