سمو أمير الشرقية يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين بالخبر

الشرقية – فتحيه عبدالله

أدى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية صباح اليوم السبت صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين بجامع الملك فهد بمحافظة الخبر.
وأم المصلين فضيلة الشيخ علي بن محمد القرني وقال في خطبة صلاة العيد :إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اشْكُرُوا اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ أَنَّ بَلَغَكُمْ هَذَا الْيَوْمَ الْعَظِيمَ، الَّذِي رَفَعَ اللَّهُ قَدْرَهُ، وَأَعْلَى ذِكْرَهَ، وَسَمَّاهُ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ، وَجَعَلَهُ عِيدًا لِلْمُسْلِمِينَ حُجَّاجًا وَمُقِيمِينَ، وَجَعَلَهُ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِ الْعَامِ وَأَعْظَمِهَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى؛ فِيهِ وَقَفَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مِنًى خَطِيبًا فِي الْحُجَّاجِ، فَذَكَرَ تَعْظِيمَ مَكَانِ الْحَجِّ، وَتَعْظِيمَ زَمَانِهِ، وَتَعْظِيمَ يَوْمِهِ الأَكْبَرِ الَّذِي هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ، وَتَعْظِيمَ أَمْرِ الدِّمَاءِ وَالأَعْرَاضِ وَالأَمْوَالِ؛ وقَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ؛ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا»، فَأَعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَنَا لِعِبَادَتِهِ كما قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ ، وَأَمَرَنَا بِتَوْحِيدِهِ وَطَاعَتِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِنَا رحيما بنا كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ ، وَقَدْ أَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى أَنْ نَكُونَ فِي عِبَادَتِهِ مُخْلِصِينَ، وَلِنَهْجِ نَبِيِّهِ مُتَّبِعِينَ لِنَفُوزَ بِرِضَاهُ وَجَنَّتِهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: حثنا الإسلام عَلَى الْعِلْمِ وَرَغِّبُنا فِي الْفَضَائِلِ وَالْمَكَارِمِ، وَحذرنا مِنَ الْكِبْرِ وَالْعِصْيَانِ؛ ووحد الصُّفُوفَ، وَجمع الشَّتَاتَ، وَنَمِّي فِينا رُوحَ الإِيثَارِ وَالتَّعَاوُنِ وَالْبِرِّ وَالإِحْسَانِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: الْعِيدُ يَوْمُ فَرَحٍ وَسُرُورٍ، وَيَوْمُ ابْتِهَاجٍ وَعَفْوٍ وَإِحْسَانٍ، تَقَبَّلَ اللهُ طَاعَاتِكُمْ، وَصَالِحَ أَعْمالِكُمْ، وَضَاعَفَ لَكُمُ الأَجْرَ وَالثَّوَابَ، وَجَعَلَ عِيدَكُمْ مُبَارَكًا، وَأَيَّامَكُمْ أَيَّامَ سَعَادَةٍ وَهَنَاءٍ وَفَضْلٍ وَإِحْسَانٍ وَعَمَلٍ.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكَمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ: أَنَّ عِيدَكُمْ عِيدٌ فَضِيلٌ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الأيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.
فِي هَذَا الْيَوْمِ يَشْتَرِكُ الْحُجَّاجُ وَغَيْرُ الْحُجَّاجِ بِإِرَاقَةِ دِمَاءِ الْهَدْيِ والأَضَاحِي تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، قَالَ تَعَالَى: ﴿لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾
فَعَظِّمُوا هَذِهِ الشَّعِيرَةَ، وَالَّتِي هِيَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ تَعَالَى، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ﴾ .
فَمِنْ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللهِ فِيهَا:
أَنْ تَكُونَ خَالِصَةً للهِ تَعَالَى؛ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ، وَأَنْ تَكُونَ الأُضْحِيَةُ مُسْتَوْفِيَةً لِلشُّرُوطِ، سَالِمَةً مَنِ الْعُيُوبِ، بَالِغَةً السِّنَّ الْمُعْتَبَرَ شَرَعًا، وَتُذْبَحُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي حَدَّدَهُ الشَّرْعُ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.

أيُّهَا الْأُخْتُ الْمُسْلِمَةُ : إِنّ اللهَ تَعالى قدْ أنْزلَ فِيكِ سُوَراً وآياتٍ تُتْلَى إلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ فَاسْتَمْسِكِ بِشرعِ اللهِ ، وكُونِيِ منَ الصّالِحات ،وَتَذَكَّرِي نعْمة اللهِ عَليْكِ ، كُوني قُدْوةً لِغَيْرُكِ، صُونِي بَيْتَكِ وأطِيعي زوجَكِ، واعْتَني بِتربيةِ أوْلادَكِ ؛فَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولةٌ عَنْ رَعِيّتِها .

حضر الصلاة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي المشرف العام على التطوير الإداري والتقنية بإمارة المنطقة الشرقية ومعالي الدكتور عبدالله الربيش رئيس جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل وسعادة الدكتور خالد البتال وكيل إمارة المنطقة الشرقية.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

د. منال النجار: ‎١‏ يناير 2025 آخر موعد لاستلام البحوث وأوراق العمل لمؤتمر الذكاء الاصطناعي في ظل الأزمات

روافد ـ إدارة النشر برعاية كريمة من سمو الشيخة انتصار الصباح ، ورئاسة فخرية من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.