الأمل بالزراعة
بقلم : بهيرة الحلبي
من بين أحضان الطبيعة ينبض الأمل بأشجار مثمرة وأزهار للزينة وأخشاب لمختلف المهن والصناعات ، ومع كل شتلة نزرعها ،هناك نقاء في الجو، جمال في المشهد، وفرص عمل وربح أكيد ، وعليه يكون الاستثمار في المشاريع الزراعية هو الأكثر نجاحاً ً والأجدى اقتصادياً نظراً لما يواجهه العالم في هذه الأيام من شح في انتاج المواد الغذائية وارتفاع في الأسعار ، وما يهدده التلوث البيئي والاحتباس الحراري من تغيير في المناخ وتأثير على صحة الإنسان.
ولأهمية الزراعة في إعمار الأرض وتحسن أحوال الناس يقول رسولنا الكريم : ” إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ” ، ومعلومٌ أنه في يوم القيامة ، ينشغل الإنسان بنفسه من شدة الأهوال، ورغم ذلك يشجعنا النبي على العمل ويحثنا على الزراعة لما فيها من مكاسب وما تحققه للبشرية من استدامة ،
وقد يكون مفيداً للشباب أن يبدأوا مشاريعهم الزراعية من أسطح منازلهم ، حيث يتوفر المكان لنمو النبات ، ويتوفر الماء للسقاية ، وقد تكون زراعة المكسرات التي تدخل في مكونات الكثير من وصفات الطهي والحلوى منتج مطلوب لدى أغلب الناس ، وكذلك ثمرة الأفوكادو الذي يتمتع بشهرة عالمية لأنه يحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة والفيتامينات ويباع بأسعار مرتفعة ، وقد تكون زراعة المحاصيل العضوية التي تحافظ على خصوبة التربة وتوازن عناصرها ، هي من المشاريع الرابحة للمستثمر والصحية للإنسان والصديقة للبيئة .
دعونا ننشر ثقافة ازرع ..أزرع ولا تقطع ، قلّم الأشجار اليابسة ولا تلوي الأغصان ، اسقِ الأرض العطشى ولا تميت البذور، شذّب الأعشاب التائهة ولا تحوم فوق المروج ، احنو على الزهور ولا تغتال الجمال .
ألا ليت حلمي يتحقق ونأخذ باستراتيجية رابح – رابح ، بحيث يحصل كل شاب طموًح على أرض بور يبني بثلث مساحتها سكناً ويزرع بالباقي أشجاراً وورود، وبحيث تثقل مهاراته وتنمو قدراته في تطبيق أحدث التقنيات الزراعية على آليات الغرس والحصاد وتعبئة المنتوجات ، وعندها سنقضي – بإذن الله -على مشاكل البطالة ، ونحل أزمة السكن وتصبح البلاد روح وريحان وجنات نعيم ، ومقصداً للزوار والسائحين وكل عابر سبيل .
وخضرا يا بلادي خضرا …ورزقك فوّار محروسة بعين القدرة … تبقى هالدار.