الشرقية- فتحيه عبدالله
نظم المعهد الدولي العربي للسلام والتربية ومقره سويسرا ،ومركز الياسين للتدريب ومقره مملكة البحرين ، ندوة إعلامية بعنوان (تأثير الصحافة الإلكترونية على الصحافة الورقية) أحياها كوكبة من الإعلاميين العرب وذلك مساء يوم الاثنين 27 حزيران 2022.
شارك في الندوة مجموعة من الإعلاميين العرب: من مملكة البحرين شارك الإعلامي المخضرم الأستاذ محمد إبراهيم محمد لوري عضو جمعية الصحفيين البحرينية ،ومن الأردن الأستاذ خالد القضاة صحفي في جريدة الرأي الأردنية ومدرب صحفيين بقضايا حقوق الإنسان وأخلاقيات المهنة ، ومن العراق الأستاذة لمى الربيعي صحفية وإعلامية وكاتبة في عدة صحف. ومن المملكة العربية السعودية الأستاذ حسين عبد الله كاظم وهو مستشار إعلامي في العديد من الصحف. ومن جمهورية مصر العربية الكاتب الصحفي الأستاذ خالد ناجح رئيس تحرير إصدارات مجلة الهلال، ومن جمهورية تونس الأستاذ لطفي المشري رئيس تحرير البرامج في قناة نسمة.
و قال الدكتور أبو الرب :مدير المعهد الدولي يشرفنا أن نعالج اليوم موضوعا حيويا له انعكاساته الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والنفسية على مختلف شرائح المجتمع وقطاعاته الشعبية والرسمية. وأضاف قائلا: تهدف هذه الندوة الى استجلاء افاق الصحافة بمختلف اشكالها وتوعيتنا جميعا بأهمية السلطة الرابعة في نقل الاخبار وتكوين الرأي العام المحلي والعالمي. فليس سرا ان الصحافة الورقية بدأت بالتراجع التدريجي أمام الاعلام الالكتروني، وذلك لسهولة استخدامه وسهولة متابعته، فضلا عن السرعة الكبيرة في وصولها الى جهاز الهاتف المحمول والذي يكاد يكون مرافقا لنا في كل مكان. بل وأحيانا متابعتها مباشرة من موقع الحدث بالإضافة الى تحديث الأخبار بشكل مستمر.
ثم تحدث الدكتورة سعاد ياسين رئيس مركز الياسين للتدريب بإسهاب قائلة إن التطور الهائل الذي طرأ على وسائل تكنولوجيا المعلومات غير خريطة المنافسة في عالم الصحافة التي بدأت تتحول إلى متغيرين مختلفين؛ هما: الصحف الورقية، والإلكترونية، بعد أن كانت هذه المنافسة تقتصر على الورقية فيما بينها. وأضافت ان الصحافة التقليدية بدأت تواجه ضغوطاً اقتصادية تجعلها مشاريع مكلفة قد لا تستطيع الاستمرار معتمدة على دخلها الذاتي فقط. وأضافت انه من الواضح ان المؤشرات الإيجابية تصب في صالح الصحافة الإلكترونية على الرغم من ان كثيرًا من التحديات ما زالت تعترض تفوقها؛ فالإعلام واحد، ويمكن النشر سواء عن طريق التلفزيون أو الإذاعة، أو عن طريق الصحافة المطبوعة.
واختتمت الدكتورة سعاد ياسين كلمتها بقولها: يتمتع الإعلام الإلكتروني بنقاط إيجابية أكثر من السلبية، فضلا عن تأثيره على الجمهور والقضايا التي تهمه أكثر من تأثير الصحافة الورقية. فهي صحافة تفاعلية وبإمكان القارئ التواصل مع الجمهور ومناقشة الآراء والأفكار بالإضافة الى انه يتم تحديثها على مدار الساعة ،ويبقى الهدف الأساسي كامن في تحسين المادة الإعلامية سواء كانت ورقية أم إلكترونية.
ومن ثم تطرق الأستاذ حسين عبد الله كاظم الى تأثير الصحافة الإلكترونية على الصحافة الورقية وقال إن الصحافة الالكترونية هي امتداد للصحافة الورقية وهي تطور طبيعي للإعلام في العالم، ومن البديهي ان كل شيء يتطور. وأضاف المستشار الإعلامي انه لا يجب ان ننظر اليهما على انهما أعداء في مواجهة بعضهما بل هما وجهان لعملة واحدة هو الإعلام الذي ينشأ من المجتمع ويعبر عن كل تفاصيله وجزئياته والآمه وآلامه.
اما الإعلامي خالد القضاة فقد أكد على أن الصحافة الورقية مازالت تمتلك الوقت لتنجو في حال تحولت إلى مؤسسات إعلامية شاملة، بحيث تكون النسخة الورقية إحدى أذرعها وبحيث يتم معالجة المعلومات والأخبار بصيغ مختلفة تتناسب مع مختلف شرائح الجمهور.
وأضاف قائلا: لذا عليها إنشاء مواقع إلكترونية تنشر الاخبار أولا بأول ويتم معالجة تلك المعلومات بأساليب مختلفة باستخدام الوسائط المتعدة مثل: الإنفوجراف والفيديوهات والصور والاخبار القصيرة وفقا لمتابعي منصاتها المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي التابعة لها.
واقترح القضاة أن تهتم النسخة الورقية في تحليل الأخبار ووضع خلفيات لها إضافة لتأثيراتها المستقبلية وسناريوهات تطور الأحداث، وبحيث يكون لدى الصحيفة إذاعة خاصة بها وتلفزيون على الإنترنت، إضافة لدار نشر ومركز للدراسات والتدريب ووكالة خاصة بها للإعلان وتقدم حزما مختلفة للمعلنين إضافة لذراع توزيع خاص بهاـ كما إنه عليها بناء شراكات مع الجامعات لتدريب طلبة الاعلام لديها أو تعاونها لمنح درجة الدبلوم التقني في مختلف قطاعات الإعلام.أاما الأستاذ محمد لوري فقد أكد على أن دخول التكنولوجيا الحديثة في المجال الإعلامي قد لعب دورا بارزا في تسريع وتيرة تناقل الأخبار والأحداث في شتى المجالات بشكل أسرع من الصحف الورقية المطبوعة وهو أمر طبيعي اذا ما قارنا بين الآلية التي تمر بها الصحافة الورقية المطبوعة من لحظة تحرير الخبر الى لحظة توزيع الصحيفة في منافذ البيع المختلفة مرورا بمراحل المراجعة والطباعة والتوزيع و بين آلية نقل الخبر عبر الوسائل الالكترونية الحديثة وفي مقدمتها وسائل التواصل الالكتروني التي أصبحت متاحة لكل الفئات التي تمتلك الهواتف النقالة، فهذه الآلية لا تحتاج إلا الى ضغطة زر واحدة لنقل الخبر او الحدث الى ملايين المتابعين.
اما الأستاذ خالد ناجح فقد استعرض تطور الصحافة الإلكترونية وأهم خصائصها وسماتها الإعلامية ثم تعرض لأهم المشكلات التي اعترضتها في مسار تطورها في الوطن العربي، وسلط الأضواء على مؤشرات انتشارها ووظائفها في حياة الفرد والمجتمع والمؤسسات. وأضاف قد تكون الصحافة الإلكترونية دافعا لتطور الصحف الورقية من حيث مستوى الإخراج والمضامين التي توجه للرأي العام خاصة أن للصحافة الورقية خصوصية لا يمكن أن تجدها عبر الصحافة الإلكترونية. وأضاف قائلا لا أحبذ الفكرة الكامنة في أن التطور التكنولوجي لوسائل الاتصال والإعلام سيكون سببا في اختفاء الصحف الورقية مستقبلا، وإلا لكانت اختفت منذ ظهور الإذاعة ومن بعدها التليفزيون.
وقد ذكر الإعلامي لطفي المشري أن ما يميز الصحافة الإلكترونية هو استغلال التكنولوجيا للنشر السريع للخبر عبر الكتابة وكذلك عبر الصوت والصورة والفيديو معتبرا أن الصحافة الالكترونية تجمع ثنائية “الآنية والقرب” مع سرعة التواصل مع جمهور واسع، يتجاوز الحدود الجغرافية لبلد المنشأ لينفتح على الجمهور المتلقي في مختلف دول العالم.
وأضاف قائلا إن المواقع الإلكترونية تكون في العديد من الأحيان أسرع من القنوات الإخبارية نفسها في نشر الخبر. وختم الإعلامي المشري كلمته بقوله: إن من مزايا الصحافة الورقية هو المراكمة الثقافية والمعرفية والتمعن في قراءة المقال، فهي صحافة تمتاز بالتحليل والتحقيق والاستقصاء وفتح ملفات كبرى، عكس التصفح السريع للخبر الالكتروني. كما أكد على أنه من سلبيات الصحافة الإلكترونية كثرة الإشاعات والدخلاء فضلا عن ظهور بعض الصفحات والمواقع الوهمية على مختلف الوسائط التي لا تربطها ولا تربط أصحابها باي علاقة بالصحافة والإعلام وأخلاقيات العمل الصحفي.
اما الإعلامية لمى الربيعي فقالت ان القارئ يستطيع من خلال الصحافة الالكترونية تصفح العديد من الصفحات في اي وقت يشاء، وفي اي بقعه من العالم بسهولة فائقة. كما تتوفر ميزة التعليق على تلك الاخبار او المقالات او المعلومة المطروحة مما يجعل الجمهور أكثر تفاعلا في إبداء رأيه. اما الصحف الورقية فتسير باتجاه واحد وهو من الجريدة الى القارئ فقط. بعكس الصحافة الالكترونية حيث يتم الحصول على المعلومة أو الخبر بالصورة والصوت من خلال عرض الفيديوهات المسجلة فتكون المعلومة او الحدث اوضح للمتلقي. كل هذه عوامل حدّت من إصدارات الجريدة الورقية في وقتنا الحالي. ومن ثم يمكن تحويلها الى نسخة الكترونية لتعميم الفائدة كما وان التراث المعرفي وكذلك لمس الصحيفة وتصفحها يحقق سعادة كبيرة ففيها من الالفة أكثر من متابعته الكترونيا ثم هنالك ثم ان هناك مشكلة بطئ او انقطاع الانترنيت مما يشكل مشكلة للمتابع. اما الكتاب او الصحيفة فممكن حمله بيسر وتصفحه أي وقت نشاء.
كما ركز الشريف الدكتور محمد الحسني في مداخلته على وجوب تفعيل الرقابة القانونية من خلال تنظيم القوانين والتشريعات اللازمة لضبط مخرجات المواقع الإلكترونية. فضلا عن دعم الصحف الورقية من خلال توفير الدعم المالي وتنظيم أسس عمل المواقع الإلكترونية في ظل التطور الكبير والمتسارع لتكنولوجيا المعلومات الذي نعيشه ضمن القيم والأخلاق المجتمعية، وخاصة في تفعيل الرقابة على المخرجات التي تستهدف الجيل الصاعد من أبنائنا الأطفال وجيل الشباب اليافع.
أما الأستاذة فيروز مخول فأشارت إلى التأثير المباشر للإعلام الإلكتروني على الصحافة الورقية في أمريكا وأوروبا، بسبب وصول الأنترنيت للجميع وبشكل واسع لكن في آسيا والشرق الأوسط لا تزال الصحافة تحافظ على وضعها، وأضافت إن التأثير المباشر قد يكون بعد عشر سنوات حينما يتوسع الإنترنت ويصل إلى دول الشرق الأوسط بنسب عالمية، لذا مازال هناك وقت أمام الصحافة الورقية لتطور نفسها ومواكبة هذه التقنية.
وأخيرا أشار الدكتور أبو الرب انه لديهم برنامجا يتكون من سلسلة من الندوات تغطي عدة مجالات أدبية وفكرية واقتصادية واجتماعية والسلم المجتمعي والبيئة والأعمال التطوعية والتعليم المستمر. وختم ابو الرب بقوله: إن انشطتنا هي أنشطة عربية تخص العالم العربي كله. وكون المعهد الدولي العربي للسلام والتربية مسجل في جنيف وعلى مقربة من المنظمات الدولية فان هذا يمنحنا أيضا بعدا دوليا