بقلم/
عبدالله بن حمدان الفارسي – سلطنة عمان
على رصيف السطر استوقفتني وهي تنادي أنت أنت، يا من تكتبني حرفا جائرا وترسمني على ضفاف مخيلتك قمرا، ومن وحي واقع الخيال زخرفتني بكلماتك العسجدية، تلك هي سيدتي استثنائية المشاعر، ملهمة ملتهبة الإحساس، مجنونة بدون قياس، تسقيك أنفاسا معتقة حتى الثمالة، تستفيق من نشوتك على نسائمها، تشاطرك أحاديث المساء حتى تستغيث ودا، ماسية المذهب جوهرية السلوك، نرجسية التملك، تحتويك وتأسرك من خيال واقعك الملتهب، تجوب بك فضاءات شاسعة من الأحلام الوردية، تجوب بك بأشرعة المحبة عباب الرومنسية، تجبرك أن تكون راهبا متنكسا في محراب اعتكافها، كيف لا تكون كذلك وهي من طرزت واجهة قلمي فرحا طفوليا، ينتشي بذكرها، ويبدع من فرحتها، هي من انتشلت كلماتي من سقوط الانتحار، حين أكلت منسأتي حروف الهجاء وأبجديات الإطراء، استوقفتني على باب القدر حين لم يكن هناك من أحد، فقد أضْفَت على تلك اللحظة حضورا نموذجي الشعور، ما يباح لسيدتي لا يجوز لغيرها، كيف لا أستجيب لمن أناخت جموح العبث بداخلي وطوعته؟ من هناك من خلف كواليس الأسطر أمارسها مفردة تستعصي أن تكون لغيرها، بعلم العروض تستهويني بأن أقرضها شعرا على كافة موازينه، ولكن ملهمتي تأبى إلا أن تكون ملهمتي، ترفض التقاسم والمشاركة، سلطوية المنهج، انفرادية القرار حين يتعلق الأمر بمشاعري، أعشقها لأنها من علمتني الرقص على سطر العاطفة العمياء، ولكن تملكها الجنوني يجعلني أحيانا أقفز على مقاصل الانكسار، فما بين الرغبة والرهبة تتوقد ملامح العصيان، ولكنه عصيان مهذب السلوك، فمن ولَّد فيك روائع الأحاسيس لا يجوز لك طمس قوانينه..