من يعرف قيمتك يقدرك

أميمة عبد العزيز زاهد

قالت: كنت أتمنى أن تبدأ وتستمر الحياة بيننا، كما حلمت أن تكون حياة سعيدة راقية رائعة، حياة ناضجة واعية، حياة ليست كأي حياة، هكذا كنت أتمنى التقدير، والاحترام والتفاهم؛ فهما شعارنا، فالاهتمام والشعور بالآخر، يا عزيزي، هو ما يجعل للحياة معنى؛ فمن يعرف قيمتك هو من يقدرك.

ولكن ما لم تفهمه ولن تقدره هو مدى تأثير ما لم يكن من المفترض أن أتحدث فيه من الأصل، وهو عمق مشكلتي معك، أما أن تكون متطلبات الزواج من صداق وسكن ومصاريف أمراً ثانوياً وليس حدثاً مهماً يستحق أن تبذل من أجله كل ما يجب أن تبذله وتهتم به كما تهتم بأحداثك المهمة، أو أن تكون هي آخر اهتمامك ما دامت الظروف سمحت بأن تعيش في بيت عائلتي كمساعدة منهم في بداية حياتنا، ولكن -يا للأسف!- كلما فاجأك حدث؛ كان له الأولوية لديك، وأراك وأنت تسخر كل طاقتك وإمكاناتك تعود براحتي لذيل القائمة، وأكون للمرة العاشرة الحلقة الأضعف التي يجب عليها أن تسير وفق ظروفك، رغم أني مؤمنة تماماً أن الزوجة يجب أن تسير وفق ظروف زوجها وتراعيه وتساعده وتخفف عنه.

أرى أن الآية قد انقلبت، ورغم أني أبادر في محاولاتي لنعيش حياتنا بطريقة ترضيني، وقبلها ترضي الله -سبحانه، ولكن -يا للأسف!- هي لا ترضيك، وأعرف تماماً ما الذي يرضيك، أو ما تشعر به تجاهي بأني إنسانة أُضحي بالعاطفة والمشاعر مقابل الماديات، ولكن الماديات هي الأساس في تنظيم حياتنا؛ فأنا لست إنسانة مادية ولا متطلعة، ولست متطلبة كما تدعي، إنها واجبات وأسس تقوم الحياة عليها، إنها تقدير معنوي لذاتي، وإحساس رائع لأنوثتي، وتعبير صادق لمدى محبتك، أصعب إحساس قد يؤلم الأنثى أن تشعر بأن هناك مساومة في حقوقها أو تنازل لأسس حياتها من البداية، إنها غلطتي، أعرف ذلك.

وأعرف أن لديك القدرة على تدبير الأمور لو أردت ذلك، وكما تغلبت على الظروف التي واجهتها لباقي مسؤولياتك، والموضوع ليس رفضاً للتعاون، فبدلاً من أن تريحني وتخفف عني أراك وبمنتهى السهولة كأن الأمر لا يعنيك! إذن، أين ذهب إحساس الحب الذي تتكلم عنه وأنت تراني أدخل في ضغوط جديدة وأعود مرة أخرى للدائرة نفسها وأحمل نفسي ما لا طاقة لي به؟!

ما ينقصني هو الشعور بالأمان المادي والمعنوي والعاطفي؛ فلن أخرج من دائرتي التي كنت أدور فيها، ومسؤوليتي التي كبلتني سنوات لأدخل مرة أخرى في مسؤوليات والتزامات جديدة.

أريد أن أعيش حياتي معك بوصفي زوجة وأنثى لا تحمل هم الحياة، أعيش مع رجل أنسى معه كل الضغوط التي تخنقني، أريد أن أعيش مع رجل يتفهمني، ويتلمس مواطن الضعف والحزن في أعماقي، ولكن كيف يتحقق ذلك وأنت ترى الأمور بزاوية مختلفة وتقيمها برؤية غير رؤيتي؟! وسعيد أنت من ذكائك الذي جعلك تستغل الظروف وتتهرب من تحمل مسؤولياتك؟!

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.