الدكتور طلال بن سليمان الحربي
الاتحاد قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب ملك التعادلات، الأهلي صحوة قوية جدا جعلته الملاحق الرئيس للمتصدر الهلال، الهلال الذي أفلت من أنياب العميد بأعجوبة الهدف في الوقت القاتل، النصر والهوية المفقودة في المركز 15، الشباب والموعد مع المتصدر الهلال للقفز إلى مثلث المنافسة، الاتفاق والوحدة والتعاون والفتح: الثبات وعدم الوقوع في قائمة ضحايا صحوة الكبار… إن حدثت.
حقيقة دوري ملتهب بكل معنى الكلمة، صعود وهبوط في المستوى، ثبات وحماس في النتائج، تراجع غير مبرر، ومحاولات إنقاذ الموقف في النصر، خاصة بعد إقالة المدرب، نعم المدرب وليس المدير الفني، كثيرا ما تحدثنا سابقا أن فيتوريا لم يكن له شخصية إدارية قوية تضبط الفريق ولاعبيه، وقدمنا الكثير من الشواهد، قرار إقالته لن يغير في الأمر شيئا ما لم يمنح البديل كافة الصلاحيات والقدرة على التحكم بهؤلاء النجوم الذين إلى الآن لم يعرفوا ويعوا جيدا أن النصر أكبر منهم ومن مغامراتهم.
الهلال يلعب بالخبرة وبروح البطل، خسارة تعادل فوز تعادل، واضح جدا أن الفريق مرهق، وأن اللاعبين يحتاجون إلى الراحة وإعادة تدوير المراكز، احتياطي الهلال قوي جدا وقادر على تحقيق الثبات، ولكن المعادلة صعبة جدا ولا أحسد المدرب الفني، فالفارق بينه وبين الأهلي نقطة واحدة فقط، والشباب في المواجهة القادمة سيدخل بقوة، والهلال في المنافسة على الدوري مع الملاحق بفارق النقطة أو النقطتين له حظ غير جيد.
الأهلي وبعد هدف عمر السومة الصاروخي القاتل المدمر في الثواني الأخيرة من المباراة، تشعر أن هذا الهدف هو ما كان ينتظره الفريق، لإعادة الثقة وروح البطل والاقتناع أنهم قادرون، فهم من هزموا الهلال وأعاقوا تقدمه في الموسم الماضي، والآن أصبحوا مقتنعين أنهم قادرون على الفوز ويمتلكون الأسلحة المناسبة لتحقيق ذلك، أما الشباب فكما قلت لديه فرصة قوية جدا أن يكون الحصان الأسود لهذا الموسم، وأن يظهر في وقت لا يتوقعه أحد ليتقدم وينافس بقوة على اللقب، والاتحاد، لا نقول للاتحاد إلا الحمد لله على السلامة أزمة وعدت، والآن ننتظر التعافي الكلي وعودة العميد الذي نعرفه ونعرف طموحه جيدا.
الوحدة والاتفاق والتعاون والفتح ونضم معهم الفيصلي، لديهم الحظوظ القوية في المنافسة على المراكز من 4 إلى 9، لا أعتقد أن المهمة ستكون سهلة عليهم، ولكن أعتقد أنهم في هذا الموسم سيكون لهم النصيب الأكبر في تحديد هوية البطل ومن ينافسه ومن يخرج من المنافسة، يمتلكون قدرات ممتازة ولاعبين متحمسين وإدارات مستقرة، ولهذا فإن فكرة قفز أحدهم إلى المنافسة على المراكز الثلاث الأولى ليست مستحيلة ولا صعبة، ولكنها لا تعتمد فقط على أداء الفريق بل أيضا على تراجع أداء المتصدرين الثلاثة الكبار.
لا بأس من العودة إلى النصر قليلا، ولنكتفي بالقول إن التحليل للدوري يشمل كل الأندية، ولكن لكي نتحدث عن حظوظ المنافسة بنيل اللقب أو الوصافة أو المشاركات الآسيوية فالأمر يقتصر فقط على المراتب العشرة الأولى، والنصر حاليا خارج الإطار، والسؤال هل سيعود النصر للمنافسة ولموقعه؟ الجواب باختصار نعم سيعود، لكن لا اعتقد أن الأمر سيكون خلال هذا الموسم، والسبب أن إدارة النادي لا تقرأ التاريخ وإن قرأته فهي لم تتعلم منه للأسف.