“مشرقيات”
د. علي بن يحيى مشرقي
نلاحظ في الآونة الأخيرة انتشار دعوات مشبوهة وغير مسبوقة للشباب والشابات والموظفين بشكل عام لترك وظائفهم و الاتجاه إلى عالم التجارة. وهناك من يتبنى هذه الموجة ويسرد لنا قصصاً أغلبها من وحي الخيال والبعض منها يفتقد الكثير من المصداقية تجعل القارئ والمتابع يحتار كثيراً ويفكر في ترك وظيفته التي قد يكون حصل عليها بشق الأنفس متأثراً بكلام فلان أو علان.
أنا شخصياً مرت علي بعض القصص في هذا الشأن والتي تم سردها بطريقة مبسطة ومغرية للقارئ والمتلقي.
ولو عدنا لحقيقة هذه القصص لوجدناها اما مبالغ فيها أو غير صحيحة من الأساس وقد يكون كاتبها لديه من الأموال والظروف المعيشية التي تجعله في غنى عن الوظيفة أو لا تعتبر الوظيفة دخله الأساسي وقد يكون هناك من يدعمه من أقاربه.
فلا تقارن نفسك عزيزي الموظف أو عزيزتي الموظفة بهذا الشخص.
فالتجارة أفق واسع وبحر لا شاطئ له وإن لم تكن بارعاً في العوم ستغرق في البدايات.
فلا تحمل نفسك قروضاً وديوناً وتتجه إلى التجارة فهذا أكبر خطأ وقد يكلفك الكثير وتصبح كمن ينطبق عليك المثل القائل: (لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن) وعندها لا ينفع الندم.
أرض بما قسم الله لك ولا يوجد مانع أن تبحث عن دخل آخر وأنت على رأس الوظيفة التي يبحث عنها ويتمناها آلاف من العاطلين.
كلي أمل أن أنام وأصحوا مع شروق شمس يوم جديد يكون الجميع فيه على أفضل حال.