إِذا سَلِمتَ فَكُلُّ الناسِ قَد سَلِموا

الكاتب/ عبدالرحمن بن عبيد السدر

في صورة من صور التلاحم بين القيادة والشعب، والمواطنين وولاة أمرهم، وفي أجمل صورة تظهر بها هذه البلاد المباركة وهي نعمة الاجتماع، والائتلاف، والانتماء، والترابط بين الرعية وولاة أمرهم، ونعمة العقيدة الصافية، والعناية بتطبيق أصل من أصول الإسلام والسنة وهو لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، والارتباط بينهم، ومن ذلك الدعاء لولي الأمر ومحبته تقرباً لله، وإظهاراً لهذه الخصلة الحميدة، التي تجدر الحاجة في وقتنا الحاضر إلى إشاعتها وإظهارها، كيف لا وأن هذا العمل قربة لله، ثم طاعة لرسولنا صلى الله عليه وسلم، وتحقيقاً لمقاصد الشريعة الإسلامية، وحفظاً لهذه الأمة من المهالك، وتسلط الأعداء.
كيف لا ونحن نعيش على أغلى وطن، وأطهر بقعة، وأنقى أرض، وتحت ولاية رشيدة راشدة، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتطبق الشرع، وتحكم بالعدل، وتعتني بالقرآن طباعة وتعليماً، والسنة نشراً ودفاعاً، وتحقيق التوحيد، ومحاربة الشرك والبدع.

فمن هذا التمهيد، ومن منطلق ما استقر في الأذهان، وعاش عليه الناس، في فضل هذه البلاد وولاة أمرها، لم يكن غريباً ما شاهدته وشاهده غيري من الدعوات الصادقة، والتفاعل الغير مستغرب، من هذا الشعب الوفي الذي يسطر أروع الأمثلة في الولاء والوفاء لولاة أمره، ومشاعرهم النبيلة تجاه ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وأمده بالصحة والعافية.

فأصدق ما يقال في هذا الموقف ما قاله المتنبي:

المجد عوفي إذ عوفيت والكرم
وزال عنك إلى أعدائك الألم

وما أخصك في برء بتهنئة
إذا سلمت فكل الناس قد سلموا

فإن كنت خارج أرض الوطن حين سطرت عبارات هذا المقال، وما آلمني من خضوع مولاي خادم الحرمين الشريفين إمام المسلمين لفحوصات طبية استدعت بقائه أمده الله بالعافية في المستشفى، و لو كنت بعيداً بجسدي إلا أني لم أفارق وطني بقلبي ووجداني، فلو كان الإنسان في جمال الطبيعة ونضارتها، إلا أنه لن ينسى أو يفضل أي وطن غير وطنه الذي عاش فيه ونهل من خيره، وترعرع على أرضه، وارتوى من مائه، وتنفس هوائه، كيف ولو كان هذا هو الوطن المملكة العربية السعودية الذي يشتاق له المسلمين في أقطار الدنيا كيف بمن انتمى له وتشرف بحمل جنسيته.

أسأل الله أن يديم على ولي أمرنا وقائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين نعمة العافية، والمعافاة، ويجعل ما أصابه تكفيراً ورفعة، وأن يوفقه وولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين.
حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا وعلماءنا ورجال أمننا من كل سوء ومكروه إن ربي سميع مجيب.

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.