بقلم : يوسف بن إبراهيم المقرن
نائب المشرف العام على برنامج زكاة الفطر الموحد بالشرقية
شرع الله زكاة الفطر، لحكم وأغراض جليلة، مثل التكافل الاجتماعي، وتعميق روح الإخاء الإنساني بين أفراد المجتمع المسلم، كما أن الدين الإسلامي يحث على الرفق بالفقراء والمساكين بإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (أغنوهم في هذا اليوم عن السؤال)، فينبغي على المسلم الذي أغناه الله من فضله ألا ينسى أخاه الفقير حتى يفرح في يوم العيد هو ومن يعول، مثلما يفرح أخوه الغني.
وانطلاقا من دور ورسالة جمعية البر بالمنطقة الشرقية في كفالة وتنمية فئات المجتمع المختلفة غير القادرة، لاسيما تولي مهمة استقبال الزكوات من المزكين وتوصيلها إلى مستحقيها بسهولة ويسر من أجل ترسيخ مبدأ التعاون المجتمعي، وتقليل فجوة التواصل فيما بينهما، خاصة في ظل التوسعات العمرانية التي تشهدها المدن ذات النطاق الجغرافي لأفرع الجمعية، فكان من الأهمية استحداث آلية تضمن فعالية تطبيق شعيرة زكاة الفطر تحت مسمى “برنامج زكاة الفطر الموحد للجمعيات الخيرية بالمنطقة الشرقية”، وتم تطبيق البرنامج كمرحلة تجريبية عام 1437هـ ، وبسبب نجاح هذه المرحلة صدر توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية باعتماد تطبيق البرنامج سنويا بالمنطقة.
ونظرا لنجاح تطبيق البرنامج عاما تلو الاخر، فقد أدى ذلك إلى إقبال المزكين على الزكاة من خلال البرنامج الموحد فضلا عن تزايد عدد الجمعيات الخيرية المشتركة بالبرنامج، ولما كان أحد أهداف هذا البرنامج هو التحسين والتطوير في منظومة تطبيقه شهد البرنامج قفزات تطويرية عاما بعد عام بإصدار تطبيق إلكتروني ومتجر إلكتروني للدفع المباشر للزكاة وغرفة عمليات خاصة تدير البرنامج وتحقق أهدافه من خلال إدارة تدفقات زكاة الفطر النقدية بالجمعيات المشاركة وعبر البرنامج الموحد وإدارة الفائض والعجز بهذه الجمعيات بحيث تحقق غرفة العمليات سد عجز الزكاة في القرى والهجر من خلال الفائض لدى الجمعيات الأخرى في المدن والحضر، فضلا على التوسع في التعاقد مع المؤسسات التجارية والمتاجر لتوزيع زكاة الفطر على الأسر المستفيدة من الجمعيات المشاركة عبر آلية إلكترونية تضمن صرف المستحق للزكاة بكود إلكتروني يستلم من خلاله الزكاة من هذه المتاجر لتنظيم عملية الزكاة والتغلب على مشاكل النقل والتوزيع، هذه المسيرة التنموية لزكاة الفطر الموحد بالمنطقة الشرقية التي تشهد تطورا ملحوظا عاما بعد عام انتقلت لتعم أرجاء المملكة لتنتج تجارب كانت وليدة هذه الفكرة التي انطلقت من المنطقة الشرقية منذ سبع سنوات لتعم أرجاء المملكة وتستفيد منها جمعيات المملكة والجهات الحكومية، وهذا لا شك واقع القطاع الخيري نتبادل الخبرات لتحقيق رؤية مملكتنا الطموحة 2030 لتحقيق التنمية المستدامة.