د. هند خليل/ مكة المكرمة
في اطلاع عن قرب على مجهودات ومساهمات مركز حي العزيزية في استقبال وتوزيع وجبات إفطار صائم خلال شهر رمضان المبارك وبحضور رئيس المركز أ. حارث عسيري والرئيس التنفيذي أ. إبراهيم ملي والسكرتير أ. حسن زبرماوي وبتواجد المتطوع الشاب فهيد القارحي إضافة إلى المتطوعين عضو مجلس الإدارة بالمركز القدير أ. محمد العسيري وأ. أيمن باوجيه والمعلم هاشم كتبي وغيرهم من المتطوعين الآخرين جعل الله كل أعمالهم الطيبة في ميزان حسناتهم.
وهذه الجهود التطوعية الحالية ليست بجديدة على مسؤوليات ومهام المركز فقد شهدت أحداث الظرف الصحي الاستثنائي كورونا (كوفيد 19) سابقاً المزيد من المشاركات والخدمات من هذا المركز المتميز في توزيع الوجبات الغذائية لمستحقيها آنذاك وهي بطبيعة الحال خدمات مماثلة لمراكز الأحياء عموماً في مكة المكرمة فلهم كل الشكر والتقدير على ماقدموه ويقدمونه باستمرار.
وحقيقة أثناء تداول الأحاديث الجانبية مع أعضاء المركز الأفاضل ومع بعض المتطوعين لفت نظري الحديث عن شخص متطوع بلغ مجموع ساعات تطوعه حتى الآن (1000) ساعة تطوع وهذا في الواقع كان مثار للدهشة والفضول أيضاً؛ نظراً لمقدار حصد الساعات الكبير لهذا المتطوع الطموح وقد يكون هناك أشخاص آخرون في مواقع اخرى تجاوزوا هذا المعدل أو اقتربوا منه وهذا ليس بالمستغرب على كل حال على شباب مكة المكرمة.
فعبر الزمن كانت الأسبقية لهم من خلال تقديم الخدمات المختلفة لحجاج وزوار بيت الله الحرام وهذا من فضائل هذا البلد الحرام أم القرى. وأتت رؤية المملكة 2030م وجعل من أهدافها المستقبلية الرئيسة الوصول إلى مليون متطوع لتؤكد على أهمية العمل التطوعي ودعمه في جميع أنحاء المملكة بل وأصبحت ساعات التطوع تحسب ضمن المفاضلة في أداء الموظفين الحكوميين.
إن من المحزن ومن المأمول في آن واحد وبعد الوقوف على جنبات الموقع هو تواضع المركز وافتقاره للأسف للمزيد من الإمكانيات إضافة إلى موقعه غير المناسب لتقديم الخدمات اللازمة حيث يقع في منطقة مرورية مكتظة بالسيارات في مدخل محبس الجن باتجاه المسجد الحرام والمأمول أن تساهم الجهات ذات العلاقة وبعزم في إيجاد مكان آخر ملائم في حي العزيزية؛ لأداء أعمال المركز بكل يسر وسهولة فالطاقات البشرية المتواجدة فيه وبصراحة وعلى مختلف أعمارهم تتسلح بالعلم وتؤمن بالعمل التطوعي وتتسم بالرقي وتتميز بالدافعية والحماس في مقابل خدمة المجتمع تطوعاً وعلى مدار السنة وعلى الأخص في موسم شهر رمضان وموسم شهر الحج المباركين.
فهل نرى في القريب العاجل مكان يليق بالحي الراقي والذي هو بمثابة المنطقة المركزية للمسجد الحرام يستطيع أعضاء المركز المتطوعين من العمل بكل اقتدار وتمكين هذا ما نأمله بمشيئة الله تعالى.