يوم اليتيم العربي … والبقية تأتي “1……3″
بقلم/ د. وسيلة محمود الحلبي*
تشارك المملكة العربية السعودية في الاحتفال بيوم اليتيم العربي ،الذي يهدف إلى إسعاد الأيتام ودمجهم مع مختلف شرائح المجتمع، وإحساسهم بالعناية والاهتمام ، ولتجديد العهد بهم وبمكانتهم، وتعريف المجتمع بحقوقهم، والعمل على تكاتف الجهود لرعايتهم وتقديم العون لهم.
ديننا الإسلامي هو السابق دائما :
فقد جاء ذكر اليتيم في القرآن الكريم في اثنين وعشرين آية، ذُكِرت فيها كلمة (يتيم ) بالإفراد ثماني مرات ، وبالتثنية مرة واحدة ، وبالجمع (يتامى) أربع عشرة مرة ، وهذا يدل على اهتمام الشريعة السمحاء باليتيم ، وتعويضه حنانا ورحمة عوضا من التي افتقدها. ويؤكد ديننا الإسلامي على حقوق اليتيم المتعددة والمتنوعة من الناحية النفسية والمالية ورعاية اليتيم وتقديم المساعدة له، وقد ورد ذلك في العديد الآيات القرآنية كقوله تعالى :” وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً”، وكذلك قوله تعالى:”فأمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَر”، وقوله جل شأنه: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا”. كما حث رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام على ذلك أيضا وقال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.
فأي منزلةٍ أفضل من ذلك؟ وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه: “أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشتكي قسوة قلبه فقال له: «أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك»” (أخرجه الطبراني، وصحَّحه الألباني).
إذن الاهتمام باليتيم هو “هدف بحد ذاته “،وبذلك كان الهدف من الاحتفال بيوم مخصص لهؤلاء الأيتام بغرض تحقيق عدة أهداف على سبيل المثال: توجيه الاهتمام بالاحتياجات العاطفية للأطفال الأيتام. العمل على لفت انتباه العالم إلى الاهتمام والرعاية بهم. والعمل على محاولة إدخال السعادة والبهجة إلى قلوبهم وإدماجهم في المجتمع.
وبرأيي الشخصي وأجزم أن رأي الغالبية مشابه لرأيي أن “الاحتفال بيوم اليتيم العربي هو كل يوم ” وليس يوما واحدا في السنة . لأن تخصيص يوما للاحتفال بهم يكون له انعكاسات سلبية جدا على الأطفال وعلى صحتهم النفسية بينما الاهتمام على مدار العام يحفزهم على المضي قدما في حياتهم المعيشية وفي صحتهم النفسية والتحدث بلغة توحي بالأمان والاطمئنان سواء كانوا في البيوت الاجتماعية أو عند الأسر البديلة وكذلك في حياتهم العلمية والعملية.
المملكة العربية السعودية وجهود حثيثة من أجل اليتيم :
وجميعنا يعرف تماما الجهود العظيمة والكبيرة التي توليها حكومتنا الرشيدة والحكيمة في المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله” لليتيم من عناية خاصة منذ نشأته وحتى بلوغه سن الرشد واعتماده على نفسه حيث وفرت له، كأي فرد من أفراد هذا المجتمع، سبل العيش الكريم، وأنشأت من أجله العديد من المؤسسات الاجتماعية المعنية بهم إضافة إلى مبادرة الإسناد ونمذجة البيوت الاجتماعية بما يتوافق مع أهداف برنامج التحول الوطني، ورؤية المملكة 2030 التي أقرها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ” رعاه الله” والتي تنص على تمكين جميع الأفراد عن طريق التخلص من المؤسسات الإيوائية لرعاية الأيتام، واستبدالها بالبيوت الاجتماعية بهدف تأسيس حياة اجتماعية أفضل وأقرب للحياة الأسرية خارج إطار الإيواء المؤسسي، مما يمنح أبناءنا الثقة والاعتماد على النفس واستثمار الطاقات والإمكانات الذاتية فجميع ذلك يصب في مصلحة اليتيم ورعايته والعناية به ليكون مواطناً صالحاً ولبنة أساسية من لبنات هذا المجتمع العظيم .
* سفيرة الإعلام العربي
*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
* مسؤولة الاعلام بجمعية كيان للأيتام