بقلم : أمل مصطفى
الوحدة هذا الشعور الغامض الذى يأخذنا بعيدا عمن حولنا ،أسوء أنواعها تلك التي تجتاح مشاعرنا ونحن بين الأهل والأصدقاء ومن نحب..
شعور غريب وكأن النفس تسافر إلى عالم آخر فترى الناس وكأنها لم تراهم تسمع منهم ولا تنصت لهم ، شعور بارد فاتر للحياة ولكل ما يدور حولنا .
نفس من يشعر بالوحدة هي نفس هجرتها السعادة غادرتها الحياة فتشعر الروح بالاغتراب فتندمج مع النفس في عالم اللاشيء عالم اللامبالاة .
يقول الكاتب أحمد خالد توفيق : ايُّتُهَا الوحدة ، أَنْتِ موطني الوحيد ، أَنْتِ رفيقي الدائم حينما أفتقر للوطن ، الناس هم غُربتي….!!
لكن الوحدة ليست هي الحل للحد من المشاكل أو البعد عن من لا يقدرنا ويستهين بفيض مشاعرنا ، بل أعتبره عقابا نعاقب به أنفسنا بوعى أو لا وعى بشعور أو لا شعور ، فنحن لا نحزن من أحد بل نجزن فقط من أنفسنا لتوقعنا الطيبة والمحبة والمشاركة في من خذلنا ، فنحن من نقدر قيمة الأزمات ونعطيها حجمها ونجعلها تؤثر فينا ، فلما نسجن أنفسنا ونعاقبها بالعزلة والوحدة…؟
أشرق على العالم من كهف وحدتك واخفض سقف توقعاتك ممن حولك وعش بالحب والود وتغافل عما يزعجك ، وتصالح مع نفسك حتى تستطيع التصالح مع الآخرين ، واكتشف ذاتك واسعى لعمل كل ما يسعدها ، وسيطر على أفكارك ومشاعرك ، ليس كل شيء يستحق الاهتمام ،اختر الرفيق الذى تجد في قربه سعادة افعل كل شيء بحب ابتغاء مرضات الله ولا تنتظر شيئا من أحد .
يقول الكاتب أمين الريحاني” لا أنكرُ أنّ العزلة جميلة .. ولكن لابد لي معها من رفيقٍ لأقول له من وقت إلى آخر أن العزلة جميلة !..”