أمل مصطفي
تتجلى أنوار الشهر بقراءة آيات الله وسماعها واستيعابها ، وعند كل قراءة تشرق علينا آية لتخاطبنا برسالة موجهة إلينا وفى سورة الزمر الآية ٣٦ (أليس الله بكافٍ عبده) ..
أقولها لكل متعب أرهقته الحياة، لكل من تعثر في طريق طلب الرزق، ولكل من كسر خاطره وتأذت مشاعره ، وكأن هذا الاستفهام الذى خاطبنا به المولى سبحانه وتعالى يجعلك تجيب بينك وبين نفسك “بلى” الله يكفيني وزيادة وتردد الحمد لله ، ونعم بالله.
هذه الآية الكريمة إذا عقلها المؤمن تبثُّ في نفسه الطمأنينة، أنت مع من؟ أنت مع الخالِق وخصومك مع المخلوقين، أنت مع الرزاق وخصومك مع المرزوقين، أنت مع من بيده ملكوت السماوات والأرض، أنت مع مَن كل من في الكون دونه، دونه في القوة، قوتهم من قوَّته، لا وجود لهم أمام وجوده.
الأشخاص الذين تظنُّهم أقوياء، وتظن أن بيدهم الحل والربط، هم عبادٌ لله عزَّ وجل ضعفاء مثلك، لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إلا بإذن الله تعالى ..
هذه الآية لو عرفها المؤمنون حقَّ المعرفة، لو فهموا أبعادها، لو وضعوا أيديهم على مضمونها، لامتلأت قلوبهم طمأنينةً لا يعلمها إلا الله فهي آية النصر كل النصر..
فإذا انتابك شعور الوحدة في ساحة الهموم والمتاعب توكل على الله وتذكر الآية الكريمة واجعلها نصب عينيك ورددها دائما (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)…
صباحكم سعادة وكفاية من رب العالمين