• لابد أن نخلق محتوىً إعلاميًا يتماشى مع قيمنا ومبادئنا العربية ضد الغزو الفكري الرقمي
• القطاع الثالث.. شريك للقيادات لخدمة المجتمعات والأوطان
الرياض – عبد العزيز عطية العنزي
نظمت جمعية “إعلاميون” لقاءً بعنوان “السعودية وتونس.. وقفات أخوية وتفاعلات شعبية”، وذلك في مقر الجمعية بالرياض، وكان ضيف اللقاء معالي الأستاذ نصر الدين النصيبي وزير التكوين والتشغيل في الجمهورية التونسية والناطق باسم الحكومة، وأدار اللقاء الأستاذ إبراهيم الصقعوب عضو “إعلاميون” ووكيل وزارة الإعلام لشؤون الإذاعة سابقًا.
وفي بداية اللقاء في البداية، رحب الدكتور سعود الغربي رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” بمعالي وزير التكوين والتشغيل في الجمهورية التونسية والناطق باسم الحكومة الأستاذ نصر الدين النصيبي على هذه الزيارة الكريمة، معرّفًا بجمعية “إعلاميون” وبجهودها وفروعها وأهدافها وأبرز برامجها.
ولفت الدكتور الغربي، بأن “إعلاميون من المجتمع وإليه، وكذلك هي بيت الإعلاميين. ومثمنا لمعالي الوزير النصيبي على زيارته مقر الجمعية على هامش عن زيارته الرسمية لوطنه الثاني للمملكة العربية السعودية، ومشيدًا بالعلاقة الأخوية المتينة بين السعودية وتونس.
من جانبه، عبّر معالي نصر الدين النصيبي عن سعادته بالعلاقات المتينة بين شعب المملكة والشعب التونسي التي قامت على مبادئ الأخوة والتعاضد والتكامل، ومؤكدًا أن هناك تناغم في العلاقة الأخوية بين الشعوب والمسؤولين، فالتنشئة في القدم قامت على بناء الشعوب فكريًا وثقافيًا بناءً موحدًا من خلال اختيار البرامج والمجلات العربية التي ساهمت في بناء شعوب أخوية ذات مبادئ وقيم واحدة.
وقال النصيبي: نحن بحاجة إلى إنشاء توجه استراتيجي لاحتواء الغزو الفكري الذي غزا الشعوب العربية من خلال الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، ولخلق توجه استراتيجي يتأقلم مع التطور التكنولوجي (الرقمي) لابد أن نخلق فيه محتوىً إعلاميًا يتماشى مع قيمنا ومبادئنا العربية، فيقدم لأطفالنا ويسهم في بنائهم البناء الصحيح الذي يتماشى مع قيمنا وخصوصيتنا الإسلامية.
وأشار وزير التكوين والتشغيل التونسي إلى أن القطاع الثالث، قطاع قريب جدًا من المجتمع فأغلب قضايانا اليوم هي قضايا اجتماعية فهو يُعدُّ اليوم وسيلة ربط بينهم على قدرٍ عالٍ من المسؤولية والوعي بقضايا المجتمع مع المسؤولين ومع القيادات من جهة ومع المواطن من جهة أخرى مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل المجموعات. كما يقدم خدمة مهمة للمجتمع تقوم على التطوع وعلى غايات غير ربحية، وهي تُعدُّ في الأساس قيم عربية إسلامية، فالدول الإسلامية ورجال الأعمال المسلمين وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية لها بصماتها في هذا المجال منذ القدم، وهي الأنموذج.
وأبان الناطق باسم الحكومة التونسية، أن العالم اليوم يعيش تطورًا وتوسعًا وانفتاحًا أدى إلى تنوع العديد من القضايا والحساسيات في المجتمعات، فأصبح هناك حلقة فارغة في المجتمعات لا يستطيع تعبئتها وتكملتها إلا القطاع الثالث، فنحن نثمن للمملكة العربية السعودية هذا التوجه لإعطاء هذا القطاع مكانة أكبر بكثير من مكانته السابقة لوعي المجتمع في السعودية بأهمية هذا القطاع، ويقاسمه الوعي في هذا الأمر الشعب التونسي الذي له تجربته الناجحة في السنوات العشر الأخيرة. فهذا القطاع اليوم هو شريك للقيادات لخدمة المجتمعات والأوطان، وذو تخطيط استراتيجي يمثل شراكة مع المجتمع لتنمية القدرات واكتساب الخبرات؛ لخدمة الوطن وخدمة المجتمع .
وقدّم النصيبي، التهنئة والشكر للقيادة السعودية على اختيارات القيادات والقدرات النسائية السعودية وتمكينها، قائلًا: نشكركم عليها لأنكم كنتم سباقين في هذا الأمر بالنسبة للدول الأخرى ونشجعكم على الاستمرار في تمكين المرأة السعودية؛ لأنه كما نعرف أن المرأة نصف المجتمع فهي اليوم تتوفر لديها في جميع أنحاء العالم أرقام وإحصائيات تدافع عن قدرتها، والمملكة العربية السعودية لديها هذا الطاقة في مجتمعها فنحن نلحظ اليوم تطورًا كبيرًا في المجتمع يعود ذلك إلى الرؤية الحكيمة والخلاقة للقيادة السعودية “رؤية 2030” في الاختيارات وفسح المجال للقيادات والقدرات النسائية؛ لتسهم في هذا النمو كفاعل اقتصادي حقيقي قادر على تقديم إضافة ملموسة حقيقية وواقعية على جميع الأصعدة.
وأضاف النصيبي: الثروة الحقيقية هي الموارد البشرية، فبناء الإنسان وبناء القدرات الإنسانية هي أهم استثمار وهي الاستثمار الأول الذي يأتي قبل جميع الاستثمارات الأخرى، وهي المقدر الأسمى الذي يتوفر لدينا، فلو أحسنا بناء هؤلاء الشباب فنحن سنكون مطمئنين على أوطاننا غدًا، لذلك نحن نحتاج إلى المزيد من التسريع في مجالات التدريب المهني والتطوعي والتدريب المستمر حتى نتمكن من مواكبة العالم بالعديد من الكفاءات والقدرات طيلة الحياة المهنية والعملية، فأصبحت الحكومات اليوم ومنها الحكومة التونسية تشجع على التدريب المستمر وتدفع بالشركات حتى تمكن العاملين بها وتشجعهم على مواصلة تنمية القدرات والكفاءات حتى نواكب التطورات ونحافظ على هذه الثروة الغالية ثروة الموارد البشرية.
وفي ختام اللقاء، تسلم معالي الأستاذ نصر الدين النصيبي وزير التكوين والتشغيل في الجمهورية التونسية والناطق باسم الحكومة، درًعا تكريميًا من جمعية “إعلاميون”، سلمه الدكتور سعود الغربي رئيس مجلس إدارة الجمعية، الأستاذ إبراهيم الصقعوب عضو “إعلاميون” ووكيل وزارة الإعلام لشؤون الإذاعة سابقًا، والأستاذ سعد الجريس عضو مجلس إدارة الجمعية، ثم التقطت الصورة الجماعية.
بعد ذلك تجول الضيف والحضور الكرام في أروقة الجمعية والتعرف عليها وعلى أقسامها ودور كل قسم وأهم البرامج والجهود الكبيرة والحثيثة التي تقدمها الجمعية.
وأشاد الوزير النصيبي بما شاهده وسمعه عن الجمعية، راجيًا أن يكون هناك تعاون في المستقبل بين البلدين في شتى المجالات وخاصة المجال الإعلامي وبالأخص جمعية “إعلاميون”.