العلاقات الأسرية بين الواجب والجفاء

بقلم/ د. عبد العزيز أبو عباة

العلاقات الأسرية علاقة مقدسة وقيمة مجتمعية مهمة حث عليها الإسلام وامر بها يقول تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) وهكذا عظم الله شأن العلاقات الأسرية ووصف من قطعها بأنه مفسد في الأرض بل إن الإسلام اشترط لدخول الجنة على وجوب وصلها عن جبير بن مطعم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” لا يدخل الجنة قاطع” .

وتظل العلاقات الاسرية سببا في شيوع المحبة بين الناس ووسيلة للترابط والاجتماع فالإنسان بطبعة مدني ولا يستطيع أن يعيش بعيدا عن أسرته وكيانه المجتمعي ولهذا تعظيم قيمة الأسرة وتنظيم العلاقات  فيما بينها أضحى أمر مهم في ظل العولمة التي قربت المسافات وجعلت المجتمعات  كأنها أسرة تعيش في قرية واحدة فالتواصل بينها أصبح أمر ميسور وعلى الرغم مز الأهمية النسبية لهذه الميزة إلا ان العلاقات الأسرية أصبحت متباعدة ومتنافرة بسبب  وسائل الاتصال في زمن العولمة التي قربت فعلا المسافات الا انها باعدت بين الأرواح واختفت بين الناس  لغة الجسد التي تعبر عن أحاسيس الإنسان  ومشاعره تجاه أخيه الانسان وأصبحت الاتصالات والتواصل الجامد بين الناس مجرد اداء او واجب ونوع من المجاملات والعلاقات العامة  التي لا تحمل اي مغزى إنساني فصار الجفاء وتبلد المشاعر تسود بين الأفراد حتى المناسبات أضحت لا طعم لها ولا لون فاختفت مظاهر الفرح ومشاركة الناس أفراحهم بسبب  الاكتفاء بوسائل الاتصال دون اللقاء وتجاذب اطراف الحديث وجها لوجها والسلام  بالأحضان والاطمئنان عن الصحة و التعرف على الاحوال عن قرب ومد يد العون في حالات العوز والتي تعد  قيمة تكافلية لا تتحقق الا بالتواصل واللقاء فإذا فقد  المجتمع هذه القيمة يكون المجتمع قد فقد أهم ركيزة  مجتمعية الا وهي الاحساس بالأخر  والرحمة والتعاطف  والتعاون وهي قيم   جبل الله بها المجتمع المسلم و في الحديث النبوي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”

وفي تصوري إذا أردنا أن نعيد للعلاقات الاسرية نضارتها وحيويتها هو ان نجمع بين الحسنيين الاستفادة من وسائل العولمة في التواصل الاسري وكذلك تنظيم اللقاءات الأسرية التي تبدأ بالأسرة الصغيرة (أهل البيت ) ثم الاسرة الكبيرة (الأهل والأقارب) ثم المجتمع الكبير بما يحقق الألفة والتعاضد والمحبة.

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.