علي خرمي
لو كان همك شأن من
يهواك أرسلتَ الهواء
و لعشتما متناغمين
على بساطٍ من رخاءْ
ما كان ضرك لو فعلتَ
لقد تملكك الجفــــاءْ
الناسُ تفعلُ ما تريدُ
و أنت تهجرُ ما تشاءْ
عرِّجْ على بئر الوصال=
فقد تزاحمتِ الدلاء
و هناك حيثُ رأيتني
يومَ التقينا في صفاء
سأكونُ آخر من يجيء
فليس لي في الماء ماء
لكن لأنك في دمي
مستوطن ولك البقاء
فأنا أموتُ لكي تعيش
على ضفاف الكبرياء
لكن قبيل ترحلي
أرجوك لا أرضى البكاء!
كن قاسيا و كما عهدتك
ذاك أجدى في الرثاء
ماذا ستنفعني الدموع=
و قد رحلتُ بلا عزاء
الطيبون المدنفون
و هؤلاء و هؤلاء
صبروا و قد قحط الزمان=
و ماج في الدنيا البلاءْ!
و سيُذْكـــــرون بأنــــهم
كانوا هنا رسل الضياء.