يوم التأسيس ..يوم خالد في حياتنا

بقلم عبد العزيز بن محمد أبو عباة

انه يوم خالد في حياتنا لأنه كان نواة للدولة السعودية الحديثة فالمملكة العربية السعودية لم تنهض بعد توفيق الله عز وجل إلا بجهاد  الرجال الشجعان الأوائل الذين مهروا دمائهم رخيصة من اجل تأسيس كيان قوي يكون له شأن ومكانة عظيمة بين الدول فكانت المملكة العربية السعودية والتي لم تأتي إلا بعزم الرجال الذين تجاوزوا التحديات الكبيرة  التي واجهت مسيرتها المباركة، وما تشهده المملكة من نهضة شاملة في كل المجالات هو نتاج طبيعي لمجاهدات الأوائل من الرجال، ومن هؤلاء الرجال الإمام  محمد بن سعود الذي وحد الجزيرة العربية التي كانت ترزح في جاهلية عمياء يأكل القوي فيها  الضعيف،  وقبائل متناحرة لا هم لها سوى القضاء على القبيلة الاخرى والاستيلاء على ممتلكاتها ولم تكن لهذه القبائل ان تتوحد إلا تحت راية واحدة تقوم على اساس الدين والعدل فالتقت إرادة الإمام محمد بن سعود الذي كان  يحلم بتأسيس دولة قوية تسهم في توحيد اطراف الجزيرة ويسود فيها حكم القانون، ووضع حدا  للفرقة والشتات في ظل  هيمنة وسيطرة اعداء الامة على معظم الدول الاسلامية والعربية وسعيهم للسيطرة على الجزيرة العربية والاستيلاء على ثرواتها مع   رغبة المصلح الديني الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي رفع لواء التوحيد ومحاربة الشرك والبدع والخرافة التي كانت سائدة في الجزيرة العربية  بسبب انتكاسة الفطرة وعودة الناس لعبادة القبور والطواف حولها، والذي كان هو أيضاً يحلم  بدولة تحمي العقيدة  فاتحد  السيف مع العلم فكانت الدولة السعودية الأولى ال عام 1139هـ ،  1727م. والتي كانت منارة ورمز للبطولات ، وإلهام لكل من يحلم بدولة رشيدة تعمر الأرض بقيم السماء والاستفادة من علوم العصر في البناء والتعمير والرفاهية.

وبعد أن استتب الأمر للإمام محمد بن سعود كرس وقته لنشر العلم والفضيلة والتمكين لدولة العلم التي تستلهم التقدم العلمي والتقني في النهوض بها ثم سار على نهجه الملوك الذين حكموا من بعده فأصبحت المملكة اليوم من الدول المتقدمة في شتى المجالات وأصبحت رقماً عالمياً لا يمكن الاستهانة بها.

وإيماناً وعرفاناً من قادة هذه البلاد لمن قاموا وشيدوا هذا الكيان الذي نفاخر به الأمم فقد خصصوا يوم 22 من فبراير يوماً وطنياً لتذكير الأجيال الحديثة بتضحيات أجيال الآباء حيث صدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأن يكون يوم 22 فبراير يوماً للتأسيس وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م.

ونحن إذ نحتفل بهذا اليوم يجب أن نستلهم القيم والمبادئ التي ضحى من أجلها أباءنا الأوائل ونجعلها نبراساً يقتدى بها الأجيال الحالية وهم يتطلعون إلى المستقبل  الواعد والباهر في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين ـ أيده الله ـ ، وفي الختام أتقدم لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز  آل سعود بالشكر الجزيل على تخصيص هذا اليوم للاحتفال بيوم التأسيس لنتذكر جيل الآباء وبطولاتهم من أجل أن يكون لنا وطن يحمل قيم الإيمان و يتمتع أهله بالأمن والرفاهية .

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.