أطفالنا أكبادُنَا تَمشي على الأرضِ “1”
بقلم / د. وسيلة محمود الحلبي*
أطفالنا أكبادُنَا تَمشي على الأرضِ لو هَبَّتِ الرِّيحُ على بَعضِهم لامتنعَتْ عَيْني مِنَ الغَمْضِ
حبست أنفاس البشر في شتى دول العالم ، وعلى مدى خمسة أيام، وهم يتابعون قصة الطفل المغربي ريان، الذي سقط في بئر بعمق 32 مترا وكنت من بين المتابعين بشغف متشوقة لخروجه حيا واحتضانه من قبل والديه ، ولكن الصدمة كانت حين أخرجوه حيا رغم جروحه وكسوره ثم توفى قبل دخوله المستشفى فعم الحزن قلوب جميع الشعوب . “وهذه إرادة الله ”
رحل الطفل ريان إلى جنات النعيم بعد أن فتح أعيننا على مآسي أطفال كثيرون يعيشون في الخيام يقتلهم الصقيع وغدر الزمان ، فتح أعيننا حول مأساة الملايين من الأطفال، في مناطق أخرى من العالم العربي، يعيشون الجوع والخوف في مناطق الحروب ، والبرد القارس في مخيمات بائسة في العراء. ويستحقون اهتماماً إعلامياً بمعاناتهم كونهم ما زالوا أحياء.
فعلى مدى أكثر من عشر سنوات، ما يزال الأطفال في سوريا، الضحية الأكبر للحرب التي تشهدها بلادهم، وبجانب عشرات آلاف الأطفال الذين قتلوا خلال تلك الحرب، فإن هناك عشرات الآلاف الآخرين، ممن لايزالون يواصلون رحلة النزوح، وهم يفقدون خلالها كل فرص الحياة الطبيعية، من استقرار وتعليم منتظم بما يسهم في تحويلهم إلى ضحايا.
ففي ظل شتاء يعد من أقسى الشتاءات، التي مرت على المنطقة العربية، وفقا لمختصين بالأرصاد الجوية، وموجة ثلوج لم تعرف لها المنطقة مثيلا، يبدو العالم مغمضا عينيه، عن مأساة الآلاف من اللاجئين والنازحين، من السوريين والعراقيين، والذين يعيشون ظروفا قاسية، في خيام ضعيفة، ويفتقدون أدنى سبل الوقاية من البرد القارس، وفي وضع وصفته الأمم المتحدة في منطقة الشمال السوري، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين في العراء، بأنه “كارثة”.
وقد أدت العواصف الثلجية التي تشهدها المنطقة، ومستويات البرد القياسية، التي عمت عدة دول عربية هذا الشهر، إلى تفاقم الأوضاع السيئة بالفعل، التي يعيشها عشرات الآلاف من النازحين واللاجئين السوريين، الذين هربوا من آتون المعارك، ليواجهوا الموت تجمدا في ظل ظروف حياة سيئة في العراء. ويعيش كثير من النازحين في خيام مهترئة دون ملابس مناسبة أو وقود للتدفئة. وتشير التقديرات إلى أن من بين مليون نازح يعيشون في المخيمات فان 55% منهم بحاجة ماسة، للمساعدة الإنسانية خلال العام 2022.
إلى متى سيبقى أطفالا في هذا العالم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وهم محرومون من الغذاء والكساء والدواء؟ سؤال يحتاج إلى ضمائر حية تتحرك نحوهم ،
ومن خلال مقالي أناشد كل من يملك ضميرا حيا وقلبا نقيا أن يتحرك لإنقاذهم من براثن الموت ” إنها الطفولة المعذبة، الطفولة المظلومة، الطفولة التعيسة!”.
• سفيرة الإعلام العربي
• سفيرة السلام العالمي
* سفيرة سعادة للدعم النفسي والاجتماعي
• مسؤولة الإعلام بجمعية كيان للأيتام