بقلمي : غسان الضمان
لا تبكِ يا قلمي فالقوم قد رحلوا
واذكر محاسنهم عن طيب ما فعلوا
من نهر دمعك نزف حَلَّ أفئدتي
والرَّحل منهم عن الأوجاع ما سألوا
ألهبْتَ شوقي وجمر البعد يحرقني
والقلب مُقتَصَلٌ من يوم ما رحلوا
فكيف للقلب أن تُشفى مواجعه
إذ لا دواء سيشفيه إذا جفلوا
مدادك الدمع من عيني أجود به
بأحمر الجمر قد صاغت له المُقَل
سوداء قلبي من الأوجاع قد قُطِعت
سيول دمعي من الأحداق تُنْتَشَل
فاذرف مدادك من دمع تجود به
من مَدْمَع العين ورد الخَدِّ يُغْتَسل
هجرانهم وجع والروح مُسْحَمة
في الشِّعر أنشدهم والجوف يشتعل
يكفي فؤادي وما يشكوه من ألم
شلّال يهدر من عيني وينسدل
إن تزرف الدمع فاذكرني أيا قلمي
إيّاك تنسى بأنّي خائف وجِل
أخاف أنْ يفقدوا ذكري ويَفْقدُني
طيب المقام مع الأحباب والأمل
فهم ورود وفي الأحشاء قد زُرِعوا
وكم من القلب دَنَّ الحُبِّ قد نهلوا
فانْزُف دماء بديل الدمع يا قلمي
وانْحَتْ رقيما لما في القلب قد فعلوا
ورتِّل الحرف ترتيلا بلا خلل
بحقّ ما علِموا وحقّ ما جهلوا
إِنْ جُدتَ يا قلمي فاقفي بملحمة
عَمَّن إلى اللحد في أخبارهم وصلوا
وفي القريض إذا أُنبئتَ عن خبر
عِدني بتبيان عودتهم إذا قفلوا
فلا ورود سواهم في مخيّلتي
وهم بيابي ومنها الرّمش يكتحل
إِنْ أشتكي ألما لا شيء يقتلني
إلّا عن الجرح إِنْ أَنساهم الغفل
بالله يا قلمي جد في مديحهم
في ذكرهم شجن والقلب ينشغل
جُدْ في دموعك وابكيهم أيا قلمي
إنِّي وإِيَّاك في الإخمار نثْتمِل
لم يَكفِ دمع من الأحداق منبعه
نزيف جرحي ولا في العمْر يندَمِل
Check Also
الرحيل..
الكاتبة /نجلاء حمزة ابن آدم إنما أنت ضيف والضيف لايظل بل يرحل. هل للوداع مكان …