أمينة فلاتة/ مكة المكرمة
في “أمسية إعلامية تربوية وكشفية” مزجت بين الماضي والحاضر ، وفضاء مبهج وأطروحات مميزة ، وبحضور القيادات الكشفية ورجال الإعلام ؛ التقى “فريق كشافة شباب مكة المكرمة” مع الإعلامي المميز “محمد رابع سليمان” ، الصحفي المعروف فى صحيفة المدينة وقارئ هيئة كبار العلماء بالمسجد الحرام ، يوم الاثنين ٢٨ جمادى الآخرة ١٤٤٣ الموافق ٣١ يناير ٢٠٢٢ .
الأمسية برعاية من التربوي الأستاذ. منصور شعيب الدقاق الذى أستضاف اللقاء في داره العامر .
تميز اللقاء بالبساطة ، و بروح الأخوة ، وكانت فرصة للقاء بعض الزملاء الذين باعدت بينهم المسافات لظروف الحياة ، خاصة بعد ترك العمل الوظيفي الذى كان يجمعهم تحت سقف واحد.
افتتح اللقاء بخير بداية ؛ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الجوال .عمر سيدي الأنصاري. ثم ألقى القائد الكشفي الأستاذ. عبد الله أيوب طبل مدير مكتب رابطة رواد الكشافة بمكة المكرمة، كلمة رحب فيها بالحضور ، وعبر عن سعادته البالغة بالمشاركة فى لقاء إعلامي وباستضافة ضيف كبير كنا نقرأ ما يسطره قلمه منذ عقود. وقال طبل : “الشعور لا يمكن وصفه وأنا اتواجد مساء اليوم مع نخبة متميزة من الزملاء والقيادات الكشفية ، في ديوانية المربى الأستاذ. منصور شعيب الدقاق الذي استضاف اللقاء ضمن “سلسلة اللقاءات الكشفية” .وشكر القائد الكشفي الأستاذ. عثمان مدني على تنظيم هذا اللقاء المبارك ، وقال :
“أحرص دائماً على المشاركة في نشاطات فريق كشافة شباب مكة لأنها علمية ومميزة ، ولابد أن نشيد بما يقدمه فريق كشافة شباب مكة في خدمة المجتمع وقاصدي بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين” .
ثم تناول الحديث الصحفي الأستاذ. محمد رابع سليمان وقال في مقدمته : ” أحمد الله تعالى الذى هيأ هذا اللقاء بحضور أساتذتي وزملائي وأبنائي “كشافة شباب مكة المكرمة” الذي لهم بصمة في كل محفل بمكة المكرمة ، وفي خدمة قاصدي وحجاج بيت الله الحرام . وأسأل الله لهم المزيد من العون والتوفيق “. وقال أبو صالح : “بما أن اللقاء حوارى عن الاعلام والصحافة مع مجموعة من الشباب الطموحين في دخول هذا المجال ؛ فحرى بي أن أكون مستمعا لأسئلتهم واستفساراتهم ، والرد عليها لتتحقق الفائدة المرجوة من الجميع”.
قوبلت هذه المقدمة ، بالترحيب من الحضور ، خاصة وأن معظم الشباب ممن التحق بمجال الإعلام والذي يعشق الإعلام ،لا بد أن يتحلى بالأخلاق والصدق والأمانة وقبل ذلك ، مخافة الله وأن يؤدي العمل الصحفي بإخلاص ، و ينقل الخبر بمصداقية من مصدر موثوق ، وبذلك يسير في الطريق الصحيح إن شاء الله .
ثم بدأ “شباب الكشافة” بطرح أسئلتهم :
بسؤال حول (بداية الصحفي الأستاذ محمد رابع سليمان) فقال : “بدايتي في الصحافة والإعلام كانت عبر صفحة القراءة الرياضية في صحيفة عكاظ وكنت أكتب المقال فى البيت وأذهب الى مكتب البريد في حي المسفلة لشراء الطابع البريدي ولزقه في الظرف وإرساله إلى مكتب الصحيفة بجدة ومن ثّم أتابع الصحيفة حتى يتم نشر المقال ، وبعدها انتقلت للكتابة في القسم الرياضي بصحيفة المدينة بناء على اقتراح من الزميل الأستاذ. عثمان أبوبكر مالي ، وفى نفس الفترة ، ومن ضمن الكتاب المبتدئين في الساحة مثلى زملائي : الأستاذ. محمود إبراهيم تراوري (القاص المعروف) و الأستاذ عادل عبدالله قاضي ، وكان بيننا تنافس كبير وشريف وكنا نحفز بعضنا البعض وهذا التنافس ساهم فى صناعة الصحفي الأستاذ .محمد رابع”
وأشار أنه في بداية التحول كان يسلم مقالاته للزميل عثمان مالي وكان يشرف على صفحة في صحيفة الملاعب الرياضية ، و يتولى هو إرسال المقال إلى صحيفة المدينة ، وفي إحدى المرات تأخرت في تسليم المقال مما اضطر الزميل “مالي” للحضور إلى منزلي يسأل عن المقال .
ومع الاستمرار في الكتابة ؛ خصص لي رئيس التحرير الأستاذ .عبدالعزيز شرقي صفحة كاملة أكتب فيها ما أشاء أسبوعيا” .
وقال رابع : ”استمريت في تغطية الأخبار الرياضية والكتابة في الشأن الرياضي نحو ٧ أو ٨ سنوات ، وعند تعيين مدير لمكتب الصحيفة في مكة وهو الأستاذ .حسين بن حسين اليامي –رحمه الله – نصحني بترك المجال الرياضي والتحول إلى الكتابة في المجال الاجتماعي والشرعي كونى من حفظة القرآن الكريم وأجالس المشايخ في المسجدالحرام ، فأخذت بنصيحته واتجهت للعمل في المجال الاجتماعي والمحلي والشرعي، وكنت أنشر دروس سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان (رحمه الله) في صفحة كاملة أسبوعياً بصحيفة المدينة ، إلى جانب فتاوي الشيخ اللحيدان وسماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وسماحة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان أطال الله فى عمره ”
و أضاف : ” في بدايات كتابتي للأخبار الاجتماعية والمحلية ،كانت الأخبار التي أحررها ؛ تخضع لتعديلات كثيرة من المسؤولين والقائمين على الصحيفة كونها تحمل طابع الكتابة الرياضية في تحريرها ، واستفدت كثيراً في تلك المرحلة .
وكنا نقدم الكثير من التضحيات من أجل العمل في ميدان الصحافة ، ونقضى أوقاتا طويلة تمتد من الصباح وحتى المساء وبدون مقابل لفترة لا تقل عن ٧ سنوات ، بعدها رفع مدير المكتب وهو الأستاذ .حسين بن حسين اليامي –رحمه الله – طلب صرف مكافاة لي على أن تصرف بأثر رجعي ٣ أشهر ، كانت أول مكافاة تسلمتها (١١١٠) ريال ،وكانت فرحتي لا توصف بتلك المكافأة وأخبرت والدى (رحمه الله وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة) بالخبر وكانت سعادته لا توصف ودعا لي بالتوفيق. أثر دعاء الوالدين يلازمني في مسيرة حياتي حتى الآن وبفضل الله. أوصاني والدى بالدعاء لأبنائي بالهداية والصلاح وبفضل الله متمسك بهذه الوصية وأدعو لأبناني وأبناء المسلمين بالهداية والصلاح والتوفيق في مسيرتهم.
وقال “رابع” :مشواري في عالم الصحافة استمر وقتا طويلا حققت خلاله الكثير من المنجزات على مستوى المملكة وعلى مستوى “وزارتي الحج والإعلام” أبرزها الفوز بجائزة أفضل عمل صحفي . وأوضح رابع أنه في الإعلام ؛ استطاع بناء نفسه بالجد والاجتهاد وتطوير الذات بالقراءة والاطلاع ومتابعة وسائل الاعلام خاصة الصحف ، والتجارب السابقة في التلفزيون ، والإذاعة ، وملازمته لهيئة كبار العلماء في المسجد الحرام وتولي التقديم في إذاعة الحرم لأكثر من ٣٠ عاما . والإعلامي الناجح يجب أن يملك المقدرة على تحرير الاخبار ، والتقديم عبر الإذاعة والتلفزيون.
و في سؤال حول (متطلبات من يرغب العمل في ميدان الاعلام خصوصا الصحافة)، قال رابع : “من أراد العمل في مجال الاعلام يجب أن يكون صادقا مع الله ، ثم مع نفسه ، ولديه الحرص على القراء والاطلاع ، والسعي إلى الاستفادة من خبرات الاخرين ، لأن الإعلام ساحة كبيرة فيها الكثير ، خصوصا في الفترة الحالية مع الإعلام الجديد .
وحول سؤال : (لولم تكن صحفياً ماذا تتمنى ان تكون ؟) قال : مارست مهنة التعليم منذ بداية حياتي من خلال تدريس الطلاب في فترة الاختبارات بحكم انني كنت من المتفوقين دراسياً ودائماً ترتيبي من العشرة الأوائل، وأكرمني الله بالمشاركة في تدريس القرآن الكريم بحلقات تصحيح التلاوة بالمسجد الحرام ، أكثر مهنة أجد فيها نفسي هي التعليم و لو لم أكن في الصحافة لاخترت التعليم وخاصة تعليم القرآن الكريم ، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
ورداً على سؤال حول (أهمية الموهبة لمن يرغب العمل في مجال الاعلام) ؛ أكد “رابع” أن الموهبة أساس النجاح في العمل الإعلامي مشيرا إلى وجود كم هائل من الناجحين في مجال الإعلام لم يتخصصوا علميا في هذا المجال .وقال “عملت في هذا المجال وأنا لم أدرس الإعلام ،وإنما بالموهبة ”
وحول (الصراع بين الصحافة الالكترونية والصحافة الورقية الآن ) أكد “رابع ” على أن الوضع الآن اختلف تماما وبذات الكفة ترجح لصالح الصحف الإلكترونية أكثر من ذي قبل ، ولكن تظل حاجة المجتمع قائمة للصحافة الورقي. واستمرار ذلك رغم المغريات والتطورات في الاعلام الجديد
وحول (لقب إعلامي، و إطلاقه على العاملين في مجال الاعلام ) أكد “رابع” على أنه من الأفضل أن لا يطلق هذا اللقب إلا على من عمل في مجال الاعلام ميدانيا وإداريا والممارسة الحقيقة هي التي تصنع الإعلامي ، مطالبا الشباب بالجد والاجتهاد والمثابرة والدراسة والعمل في الإعلام بقدر مواهبهم ورغباتهم ، و على ضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة في الصحف الإلكترونية والسعي إلى ممارسة العمل الإعلامي ميدانيا أيضا.
ورداً على سؤال حول (قصة ملازمة أعضاء هيئة كبار العلماء والمشايخ وأئمة المسجد الحرام) قال رابع : قصة مرافقتي للعلماء والمشايخ يحتاج سردها إلى كتب ومجلدات وندوات . و بإذن الله سيكون هناك إعداد لمجموعة فتاوى الشيخ صالح اللحيدان (رحمه الله) و الذي رافقته لأكثر من ثلاثة عقود ، وسوف أسرد ذلك في كتاب إن شاء الله في الوقت المناسب إذا كتب الله لنا البقاء في الحياة .
وحول رأيه فى (أن يعمل الابن فى مهنة والده) ، قال : كل يختار التخصص المناسب له. وليس بالضرورة أن يسلك مسلك والده. وبالنسبة لي ، تركت لأبنائي حرية اختيار المجال الذى يجدون أنفسهم فيه .أبنائي أحدهم طبيب حاليا ، والأخر اختار مجال الصيدلة.
وحول (علاقته بقائد الفرقة الأستاذ عثمان مدني وتتلمذه على يديه) قال رابع : هناك صلة قرابة تربطني بـ “مدني” وله مواقف كثيرة تذكر فتشكر ، أذكر أحدها : فحينما كلفت بتولي مسؤولية (المركز الإعلامي للتوعية الإسلامية بالحج) ، وطلب منى تكوين فريق عمل ، اخترت مجموعة من الزملاء من ضمنهم الأخ عثمان مدني وكانت رؤيتي هي ضرورة الاستفادة من الوقت الذى نعمل فيه سوياً لأنني سوف أقدم له كل خبراتي بدون تردد وهذا وقت ثمين جداً نجتمع فيه معا ونتعاون لإنجاز العمل الصحفي المكلفين به.
وأكد ضيف الأمسية الرائد الكشفي .عبدالله طبل تعلقه بالصحف الورقية ، واستمرار اشتراكه والحرص على قراءتها.
فيما أكد الرائد الكشفي. حسين سهل الأمين العام المساعد “بالاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات” على أن الصحف الإلكترونية باتت أكثر تأثيرا لسرعتها ، مشيرا إلى إيجابية الصحف الالكترونية
وايد “رابع” ما ذهب اليه “سهل” مؤكدا أنهم في الصحيفة ينشرون عبر الموقع الإلكتروني للصحيفة قبل النشر في النسخة الورقية.
ومن جانبه أكد مشرف عام الفرقة الأستاذ .عثمان مدني أن ضيفهم “الأستاذ محمد رابع سليمان” ، كان موجها واخا أكبر له منذ طفولته ، ومعلما وموجها له في مجال الصحافة وفي حياته عامة.
وذكر “مدني” أنه في بداياته حرر خبرا، فتواصل معه ووجهه توجيها أصبح قاعدة في حياته المهنية في عالم الصحافة ،
وتحدث “مدني” عن مشواره الكشفي والصحفي الذي امتد لأكثر من ٣ عقود وعلاقته بعدد من القادة والرواد ، مقدما شكره وتقديره لضيوف الأمسية الرائد الكشفي. حسين سهل ، والرائد الكشفي .عبدالله طبل ، والرائد الكشفي .عبدالحفيظ عارف ، والرائد الكشفي. حسن عبدالله سليمان تكروني من مكتب رابطة الرواد بمحافظة الطائف ولمستضيفهم المربي الفاضل منصور شعيب.
وفى مداخلة للزميل الصحفي محمد الأركاني من منسوبي صحيفة البلاد سابقاً قال فيها : إن الإنسان يجد الحرج عندما يتحدث عن الزميل محمد رابع سليمان فهو و بكل صراحة ، أستاذ الإعلام الميداني، ومثالا للصحفي المثابر الذي يعد محركا للصحافة الميدانية في مكة المكرمة.
وأشار الأركاني أنه تعلم كثيرا من أبو صالح خلال مشواره الإعلامي والذي يمثل نموذجا للصحفي عبر صحيفة المدينة.
وفي نهاية الأمسية ، قدم المعلم التربوي .منصور شعيب الدقاق كلمة شكر فيها الجميع من (القيادات الكشفية والإعلامي محمد رابع وشباب الكشافة) على حضورهم هذا اللقاء المميز متمنيا لهم مزيدا من النجاحات في مجال عملهم ، بعد ذلك تم تكريم الزميل الإعلامي محمد رابع سليمان بهذه المناسبة.