المستشار سعيد الرحبي
القائد الحقيقي لا يقع في فخ التقليدية الساذج ، بل يصنع من المختلف أيقونة باهرة ويتباهى بها ، يؤمن أن المختلفين ثروة فلا يفرط فيها أبدًا تثير دهشتيً تلك الأرواح التي تشعرك بحبها تقترب بمودة ، تختلف بلطف تداعب بأناقة ، تعتذر بصدق ، ثم ترحل في سلام ومحبة … هؤلاء يتركون أثرًا جميلا في النفس لا ينسى أبدًا أدركت أننا جميعاً نتحدث كروبوتات في بعض الأحيان وحين يزداد ضغط العمل. ولذلك؛ قبل أن تتوقع من …. أن يكونوا لطفاء؛ عليك أن تكون لطيفاً في البداية.
فالناس يدفعون لك بنفس العملة التي تقدمها لهم كما يقول المثل الشائع. كن لطيفاً يعاملك الناس بلطافة. أو كن لطيفاً وغير باقي الناس ليكونوا مثلك فسلوك الناس يمكن أن يكون معدياً في أحيان يميل البعض إلى قتل الكفاءات تحت إدارته، وإقصاء الأقوياء في فريقه، والكيد لآخرين في دائرة اهتمامه من أجل حماية منصبه. إنه يقدم مصلحته الخاصة على المصلحة العامة، ويرهق المؤسسة التي يعمل فيها، ويبدد مواردها، من أجل التمكين لنفسه، ووأد كل تهديد له في مهده. تدمير أفضل الكفاءات من أجل البقاء سيد الميدان..هناك المديرين الذين يأكلون مع وولف والبكاء مع الراعي..يدمرون الكفاءات ويشكون من عدم وجود قوى عاملة جيدة لتطوير المنظمة…
كثيرا. نتفاجأ ونندهش عند سقوط مسؤول بعد أزمةٍ عصفت بالكيان الذي يترأسه. خُصوصًا وأنّه ذلك القيادي الذي عُرف عنه الجدارة والكفاءة والحِنكة.. فلماذا يا ترى كانت النهاية لا تليق بتاريخ مُشرّف من النضال والكفاح؟! ماذا حدث وكيف صار ما صار؟!
باختصار.. رغم كل هذه الخبرة الطويلة، إلا أن كثيرًا من القادة يخفقون في الاهتمام بتفاصيل في غاية الأهمية، ويسرقهم الوقت، لتكون المفاجأة العُظمى.. صفعة وسقطة وذهول!!الحقيقة أنك لا تملك الكثير من الوقت ولا تضمن أن تسير الأمور في سلاسة وهدوء، عند وقوع الأزمات تنكشف الحقيقة وتسقط الأقنعة. فكم من مسؤول ذهب مع الريح، وكم تنفيذي خرج ولم يعد، بسبب ضعف الكيان الذي أسسه، ليكتشف الجميع أن البناء كان هشًّا غير مُهيئ للكوارث، ومن المعيب حقًّا أن تكون قائدًا مُحنّكاً، وترفع سبابتك لتُشير إلى من حولك صارخاً.. هم سبب الفشل! .
إن الأزمات أشبه بجهاز كشف الكذب، أو جهاز أشعة مقطعية تُصور مدى هشاشة أو نضج كل ركن وزاوية أفنيت فيها وقتك وجهدك، ابتداءً من فريق العمل مُروراً بآلية الاجراءات انتهاءً بالإنتاجية ومراقبة الأداء، وكل ذلك تتضح صلابته ومدة جودته عند وقوع الأزمات. حين تعصف الدنيا، لن يكون بمقدورك أن تقف أمامها وحدك وإن كنت أعظم قيادي في هذا العالم، ولا يُفترض أن تبني وقت الحروب بل أن تحصد ما بنيت.. فكم من قائد ذهب ضحية من حوله من فرق وبيئة عمل سقيمة خاوية.
لذا فإن أحد أهدافك الأساسية كقائد أن تسابق الزمن، وأن تُشيّد وتؤسس، أن تتأكد أن لديك فريق عمل كفؤ قادر على التأقلم مع المصاعب، يعرف كيف يتصرف وقت المخاطر. في الأزمات ستهتز الأرض من حولك، وتثور البراكين التي لطالما ظننت أنها خامدة. فريق العمل الذي اخترت، قوانينك التي وضعت، نهج عملك الذي أسست، ولاء العاملين الذي زرعت.. هم أعمدة النجاة وبوصلة الطريق حين تدور الدوائر وتعصف الدنيا من حولك.. فاحرص عليها من اليوم الأول قبل كل شيء! إنها دليل النجاح والاستمرارية.. والقوة والعزيمة والطموح والرغبة لتحقيق الهدف تجاه بما تملك وبما لا تملك …