للشاعر أشرف الكيلانى
رقدت فى حجر امها بعدما أضر بها الجوع المستطير
واغرقتها دموع أمها التى أجهد عينيها الدمع الغزير
وافاقت فى الصباح ولم يزل جوع المساء له اثر كبير
سألت امها أين أماه أبي فضمتها حانيةوالقلب كسير
وقبلت رأسها و بالأسى فالت أبوك اختاره رب غفور
وجاء أخوها بأثواب بالية نضوا حافيا كأنه فزع حذور
وقال آذانى صاحب القصر الذى يجاورنا ومالى نصير
رانى أمام مغناه فسبنى أنى جرو أو لص حقير
وانهال يضربنى بلا رحمة كأنني مجرم أو أسير
وما كان منى غير انزوائى بسور البيت إذ حل الهجير
فماذا كلفه أن استظل بداره ألسنا سواسيةوبالله نستجير
فقالت له أمه ألا تدرى اأن الفقير ماله سند اأو ظهير
اقبع ببيتك عسى رب اليتامى من جور السراة يجير
فقال أماه لم مات أبى فقالت لم يجد الدواء وهو يسير
عاش معدما للقمامة يجمع ومات ولم يكن لديه نقير
لم يشعر به غنى مترف ولا قريب ولا خليل أثير
فالزم دارك بنى إننا بغير أمان ومتى آمن الفقير
أزرى بنا عوز فما لنا غير الموت صبرا وهو عسير
ومضت الأيام وكان عجبا أثرى اليتيم وللأيام تدبير
فاشترى القصر وهو يبتسم إذ تذكر سب صاحبه وهو صغير
دالت له الدنيا لأنه ما استسلم والخضوع مرير
وما العجز إلاخنوع مضلل وما القدرة إلاعقل وتقدير
ورب دراهم معدودة صارت كنوزا إذا اجتهد الخبير
ومن يخضع لصروف الليالى فهوالخاسر و المحدود الفقير
وما الركون إلى الحظوظ غير تعطيل ولمن التكليف والتخيير
الشاعر اشرف الكيلان
شاهد أيضاً
درر الشعر : صدق المشاعر
د.وسيلة محمود الحلبي لوحة شعرية تميزت بروعة التصوير وقوة التعبير رسمها شعرا وجسدها مشاعرا وطوع …