ظاهرة الطلاق إلى أين؟

د. عثمان عبدالعزيز آل عثمان*

هالني وأرعبني كثيراً حينما اطلعت على تقرير الهيئة العامة للإحصاء عن معدل الطلاق، الذي أشار إلى ارتفاع معدل الطلاق في السعودية 13.8% في عام 2020م، فيا ترى ما العوامل التي تقف وراء هذه الظاهرة التي تهدد أمن وسلامة المجتمع؟
تساءلت بيني وبين نفسي ما الذي طرأ على مجتمعنا من تغيرات كانت سبباً لهذه المشكلة؟ وبعد بحث عميق، وجدتُ أن تفسير هذه الظاهرة والوقوف على أسبابها ربما يحتاج منا إلى عدد من المقالات، ولعلي أعرض بين الأيدي والأنظار اليوم أول الأسباب وأهمها: اختلال مفهوم الحب وعدم وضوح مفهوم الزواج لدى الشباب والشابات، من خلال ما يشاهدونه من مسلسلات وأفلام تصور لهم أنَّ الحياة الزوجية هي حياةٌ ورديةٌ خاليةٌ من المشكلات والعقبات، وهذا يفسِّر كثرة حالات الطلاق في السنة الأولى من الزواج.
علاوة على تبني الشباب والشابات لمفهوم مغلوط عن الحب، وأن البيوت لابدَّ أن تقوم على الحب. وهذا غير صحيح، فالقليل من البيوت ما يقوم على الحب، ولكن البيوت في الحقيقية تقوم على المودة والرحمة، مصداقاً لقول الله تعالى في سورة الروم:” وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ”.
وتناسى الكثير من الشباب والشابات اليوم قول الله تعالى في سورة البقرة عن عظم الرابطة الأسرية، وما كان فيها من سعادة وود ومحبة: ” وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”، ومعناها أن الله تعالى يأمر من جمعتهم علاقة من أقدس العلاقات الإنسانية ـ وهي علاقة الزواج ـ ألا ينسوا ـ في غمرة التأثر بهذا الفراق والانفصال ما بينهم من سابق العشرة، والمودة والرحمة، والمعاملة الحسنة، والحث على البقاء مع الزوجة إذا أمكن ذلك؛ لِما في البقاء مع الزوجة من الخير والعفة؛ ولأنه سبب للأولاد، وعفته وعفتها. ولعل بقية الأسباب تأتي في مقال قادم إن شاء الله تعالى.

*-رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم عضو هيئة الصحفيين السعوديين
-عضو مجلس إدارة جمعية كبار السن
-عضو مجلس إدارة جمعية تكاملية لذوي الإعاقة

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

كبري رديس

أحمد جرادي تأمل الجميع أن تسارع الجهات المعنية بكبري رديس ان تجد حل جذري وسريع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.