هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية

بقلم جلال الطويهري

هرمنا لدرجة أننا لم نعد نبحث عن أصدقاء جدد، أو حتى على أشخاص يحبوننا ونحبهم، بل أصبحنا نبحث عن أنفسنا.

هرمنا وأصبحنا نحب الأماكن الهادئة والقهوة والموسيقى العذبة وصوت الطبيعة والمناظر الخلابة أكثر من التجمعات ومدن الألعاب…

هرمنا لدرجة أننا أصبحنا نخاف على أهلنا بدلًا من الخوف منهم .

هرمنا لدرجة أننا نرتدي نفس الملابس لأسبوع، أو أسبوعين متتالين دون أن نشعر بالحرج.

توقفنا عن مجادلة أحد، حتى وإن كنا على صواب، أصبحنا نترك الأيام تثبت صحة وجهة نظرنا.

هرمنا لدرجة أنه ما عدنا نتحدث مع أحد عما يحدث معنا، ولا عما يؤلمنا وأصبحنا نداوي جراحنا بأنفسنا.

هرمنا وصرنا نفرح بصمت ونبكي بصمت ونضحك بابتسامة، ولم نعد نتأثر بمعسول الكلام.

هرمنا حتى أصبحنا نريد أفعالا من القلب، لم نعد نستهزئ بالغير، بل صرنا نقول : ( الله يعين الناس )

هرمنا وصرنا نعطي صدقة للفقير، ونساعد المحتاج رغم ضعفنا.

هرمنا وعرفنا أن المظاهر خداعة ، وتعلمنا أن ليس كل ما يلمع ذهبا، وأن حبل الكذب قصير.

هرمنا وصرنا نعرف من يضحك علينا، بل ونتركه يصدق نفسه أنه استغفلنا.

هرمنا حتى صرنا نعرف متى نسامح ولا ننتقم، ومتى نتغابى، ومتى نتجاوز، وتعلمنا ألا ننتظر أي شيء من أحد ولا نتأمل بأحد، بل تعلمنا كيف نكتفي بأنفسنا.
تعلمنا متى نثق، وبمن نثق؟؟؟
هرمنا … نعم… و هرمنا بهدوء…

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

كبري رديس

أحمد جرادي تأمل الجميع أن تسارع الجهات المعنية بكبري رديس ان تجد حل جذري وسريع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.