بقلم /لطيفة محمد حسيب القاضي
تعتبر مرحلة العمر ما بين الأربعين والستين من أهم فترات العمر حيث أن بعض الناس وليس الكل يقف عند نفسه وقفةً طويلةً وصريحة مع النفس ويبدأ يحاسب نفسه عن أي شيء صدر منه لكي يبدأ مرحلة جديدة من حياته بقدر كبير من الوعي والحكمة فالرجل في هذه الفترة يلبس رداء الحكمة والوقار والبعض الأخر يدخل في أزمة منتصف العمر والتي تسمى بالمراهقة المتأخرة التي من سماتها أن الرجل يعمل من نفسه شاب ويبدأ بأرتداء الملابس التي لا تناسب عمرة رفضاً لهذه المرحلة العمرية فيذهب للزواج من إمرأة أصغر منه سناً ليشعر أنه محبوب وعليه القبول والاعجاب من طرف النساء ورغبتهن فيه ليثبت لنفسه بأنه شاب وليس كبير في السن
في مرحلة ما بين الأربعين والستين يكون الرجل الذي لديه وعي كبير بحقائق أمور الحياة حالة من الأستقرار الأسري والوظيفي ويفكر فيما بعد التقاعد ماذا يجب أن يعمل ويكتشف في نفسه هوايات كانت مدفونه، فتبدأ حياته في اتجاه آخر واكتشاف النفس ويمارس هوايات ما كانت من قبل موجودة ويكتشف مواهب ويظل يمارسها ويكتشف أكثر في نفسه وإمكانياته وتكون أسرته في حالة من الاستقرار والراحة والأمان
البعض الاخر من الرجال في هذه الفترة الحرجة يشعر بأن قطار العمر قد مضى ومضت معه الأيام الجميلة وأصبح في حالة لانتظار النهاية فيعيش بلا أمل ولا إنجاز فقط مستسلم للقدر.
البعض الآخر يحدث له ملل وظيفي فيفكر بتغيير وظيفته ولكن يقف حائراً فيما سوف يختار وهو ببدن ضعيف ولم يعد مثل أيام الصبا فتفشل أختياراته ويتوقف عن التغيير ويكتفي بحاله
في حين أن البعض يرى بأن الحياة مستمرة وسن الأربعين وما بعد الأربعين هو بداية للحياة وبداية السعادة وآن بإمكانه إنجاز أشياء كثيرة كان يحلم بها منذ زمن والآن آن الأوان لتحقيق ما كان يحلم به ويتمناه في صغره.
إن هذه المرحلة برأيي هي بداية لمرحلة جديدة للرجل وللمرأة وحياة مختلفة عما سبق لأن في كل مرحلة عمرية يمر بها أي أنسان لها جمالياتها وكينونتها المختلفة عن المرحلة السابقة فقط استمتع بكافة المراحل العمرية وقُم بعمل أشياء مغايرة للعمر الذي مضي وَسٍر حيث الله أراد لك الخير في كل مرحلة راعي نفسك وأسرتك وكن حكيماً في قراراتك لانك ببساطة بلغت من العمر الذي يجعلك الأنسان الواعي والجدير بالاحترام والتقدير من قبل أسرتك والمجتمع فكون حنون ومعطاء وعادل حتى تترك الأثر الجميل في نفوس كل من يتعامل معك.