د. انتصار الزيود
عندما نتحدث عن القوة، فنحن لا نتحدث عن المجتمع المحيط، أو البيئة المحيطة، أو حتى الدائرة القريبة من حياتنا، فهؤلاء من المؤكد هم عوامل دعم لنا، يراقبون تصرفاتنا وخطواتنا، يتدخلون بها إما بشكل إيجابي أو سلبي ظناََ منهم أنهم على صواب.
أتحدث هنا عن دواخل النفس البشرية وما تحتويه من نقاط قوة، ودوافع للتقدم إلى المراتب التي تشكل هدف ذو قيمة في الحياة، أو حلم يراود الفرد للوصول إلى تحقيقه.
هنا تبدأ الرحلة، ويبدأ التحدي، وحدك أنت من تصنع النجاح وتفصله على مقاس تطلعاتك، ونظرتك المستقبلية لذاتك، لا ما يفرضه الآخرين عليك، وحدك من تكسر جميع الحواجز التي تعترض طريقك، وحدك من تنهض بعد السقوط، وتتخذ منه دافعاََ للتحدي، أحياناََ تسقطنا الظروف وتحاول كسر أجنحتنا، لنترك أنفسنا للبؤس والضياع والتذمر، وأحياناََ أخرى يحاول من حولنا إسقاطنا، ووضعنا في خانة ضيقة لتحجيم أحلامنا وأهدافنا.
أما الظروف فهي أمور طارئة تأتي إلى حياتنا وتنغصها، وتقلب حياتنا رأساََ على عقب، إلا أن كل واحد فينا لديه مصادر قوة رهيبة تخرجه مما هو فيه، فوحدك أنت من ترتب أفكارك وتضع الإيجابيات في المراكز الأولى وتمحي السلبيات، والذكريات السيئة، وتسخر كل نقطة قوة لدفعك إلى الأمام، بل تستطيع أن تضيف نجاح جديد لنفسك يميزك عن غيرك، وحدك من يجعل من إبتسامتك ملح يذيب كل الحجارة المعرقلة لنجاحك، فقط رتب نقاط قوتك واجعلها في رأس القائمة، و أكتب نقاط ضعفك بلون باهت لا يكاد يرى فهذا مصدر قوة آخر يذكرك بأنك لا تعير للضعف انتباه، وتذكر أن دوام الحال من المحال.
أما من يحاول إسقاطك، وحدك فقط من يعرف السبب لأنك تعرف نقاط قوتك جيداََ، وتدرك أن هناك شخص عابث يريد أن يسقطك بسبب نجاحك، وتميزك، وهذا بحد ذاته فرصة ذهبية لتحصد نجاح آخر في حياتك، وتضيفه إلى سيرتك الذاتية، لأن متابعة الآخرين لك بهدف عرقلتك، سيزيد من سرعتك في الوصول للهدف، ويحفزك لتحقيق الأفضل، لذلك لا تلتفت لهم ولا تضيع وقتك، وحدك في المقدمة تجري وهم خلفك، وتيقن أنك ستصل وجهتك وتبلغ القمة.
وختاماََ: أنت وحدك سيد نفسك، لذلك أبحث في ذاتك عن مصادر قوتك، ولا تتبع الآخرين فيصبحون لهم سلطة على سيادتك، فهناك فرق بين القوة الذاتية، والقوة التي تستمدها من المحيط حولك، فالأولى ثابتة وقوية، والثانية تنتهي صلاحيتها عند تغير الظروف والأشخاص في حياتك.