في نِهايَةِ كُلِّ عامٍ…

بِقَلَم: د. ريتا عيسى الأيوب/هامبورغ

وَفي نِهايَةِ كُلِّ عامٍ… أَجْلِسُ وَحيدَةً في غُرْبَتي… وَأَتَأَمَّل…
أَتَأَمَّلُ جُدْرانَ غُرْفَتي… فَهَلْ يا تُرى… بِتُّ فَقَطْ لَها أَتَجَمَّل؟
هَلْ سَتُفْرَجُ قَريبًا… أَمْ سَيَطولُ بِنا هَذا الحالُ… فَما عَلَيْنا نَحْنُ… إِلّا أَنْ نَتَحَمَّل؟
قَدْ نَسَيْنا تَقْريبًا… كَيْفَ كانَتْ حَياتُنا قَبْلًا… فَهَلْ تُراها تَعودُ لَنا يَوْمًا… نَحْنُ الذينَ دائِمًا… عَلى اللهِ نَتَوَكَّل؟
هَلْ تُراها اشْتاقَتْ لَنا أَيْضًا… كَما نَحْنُ لَها… أَمْ أَنَّها سَئِمَتْنا… وَلَنْ تَعودَ… فَما بَقِيَ لَنا إِلّا أَنْ نَتَبَدَّل؟
أَسْأَلُ نَفْسي أَحْيانًا… مُقَلِّبَةً دَفاتِري القَديمَةَ… مَنْ سَيَبْقى لِيَ سَنَدًا… وَمَنْ عَنّي… في هذا العامِ الجَديدِ… سَيَتَحَوَّل؟
فَالكُلُّ يَكونُ صَديقًا لَكَ… طالَما أَنَّكَ بِأَحْسَنِ حالٍ… إِلّا أَنَّهُ عِنْدَ أَوَّلِ مُنْعَطَفٍ يُواجِهُ مَرْكَبَتَكَ… سَيَهِمُّ بِأَنّ يَنْزِل…
كَما والكُلُّ مَعَكَ هُوَ لَيِّنٌ… إِلى أَنْ تَقْسُوَ عَلَيْكَ الحَياةُ… فَما مِنْ أَحَدٍ غَيْرِكَ تِلْكَ القَساوَةَ… سَيَتَحَمَّل…
أُخاطِبُ نَفْسي بِصَوْتٍ عالٍ… يَفوقُ ضَوْضاءَ الحَياةِ خارِجًا… فَإِذْ بِها تَحِنُّ عَلَيَّ قائِلَةً: دَعينا بالقادِمِ… باللهِ عَلَيْكِ… الخَيْرَ نَتَأَمَّل…
دَعينا نُعانِقُ كُلَّ ما هُوَ جَميلٌ… وَنَضُمُّ كُلَّ مَنْ يَفْرَحُ لِفَرَحِنا… فَجَمالُ هَذِهِ الدُّنْيا… يَكْمُنُ بِالتَّفاؤل…
فَلْنَرنو بِنَظَرِنا إِلى السَّماءِ… مُناشِدينَ الخالِقَ بِالمُساعَدةِ… مِنْ كُلِّ ضائِقَةٍ قَدْ تُواجِهُنا… فَما مِنْ ضيقٍ يَدومُ… بَلْ هُوَ لا مَحالَةَ زائِل…
وَما مِنْ تَعاسَةٍ… تَسْتَوْطِنُ القُلوبَ بِشَكْلٍ دائِمٍ… فَحَذارِ يا قَلْبي… مِنْ أَنْ تَجْعَلَها بِكَ… كَالدّاءِ تَسْتَفْحِل…
وَحَذارِ مِنْ أَنْ تَسْتَسْلِمَ بِضُعْفٍ… لِكُلِّ ما يُجابِهُكَ مِنْ صِعابٍ… فَإِنَّكَ لَوْ فَعَلْتَها… لَضاقَتْ الحَياةُ بِنا… وَبِالرَّغْمِ مِنْ فُسْحَةِ الأَمَل…

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

عاصفة من ظلام

حمساء محمد القحطاني _الافلاج مددت يدي اجتاز أميال حيرتي أبحث عن ضوءٍ يبدد عتمة الليل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.