وجهة عالمية في قلب جدة

كنانة ربيع دحلان 

رئيس عمليات شركة إيدلمان في المملكة – خبيرة التواصل الاستراتيجي

جاء إطلاق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، المُخطط العام والملامح الرئيسة لمشروع “وسط جدة”: (نيو جدة – داون تاون سابقاً)، ليترجم اهتمام سموه بتنمية جميع مناطق ومدن المملكة، بما يتناغم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وفي غمرة فرحتنا بهذا الحدث الهام، تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية خبر اختيار الدرعية من قِبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الإلكسو) لتكون عاصمة للثقافة العربية 2030.. وهو اختيار مستحق لها.. فهي أرض البطولات التي روت الكثير من ملاحم التاريخ المجيد لبلادنا.
إن مخطط مشروع وسط جدة يؤكد تلاحُق خطوات مسيرة بلادنا التنموية ولتصبح هذه المدينة الحالمة، من بين أفضل مائة مدينة في العالم، وفي مقدمة الوجهات السياحية والترفيهية العالمية، حيث يهدف المشروع لصناعة وجهة عالمية في قلب جدة بإطلالة مباشرة على البحر الأحمر، تسهم في تعزيز المكانة الاقتصادية لمدينة جدة، بما يسهم في تحقيق قيمة مضافة لاقتصاد المملكة تبلغ 47 مليار ريال بحلول العام 2030 م.
يعتبر هذا المشروع أحد الاستثمارات المحلية النوعية لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تصل الى 75 مليار ريال لتطوير 5.7 مليون متر مربع، بما يسهم في تنويع مصادر الدخل، ودفع مسيرة الاقتصاد الوطني، واستحداث المزيد من فرص العمل لأبناء وبنات الوطن.
لقد لفت نظري بانوراما المعالم التي سيضمها المشروع حيث تم الإعلان عن انه سيشتمل على “دار أوبرا، متحف، استاد رياضي، أحواض محيطية ومزارع مرجانية”، بالإضافة إلى 10 مشاريع ترفيهية وسياحية نوعية، ناهيك عن مساهمة أعماله التشغيلية في فتح المجال أمام القطاع الخاص المحلي للمشاركة في تطوير وتشغيل قطاعات اقتصادية واعدة: سياحية، رياضية، ثقافية، ترفيهية، بمعايير عالمية، بجانب قطاعات أخرى تشمل بناء وتطوير مناطق سكنية عصرية مع مشاريع فندقية متنوعة، إضافة الى مرسى بمواصفات عالمية ومنتجعات شاطئية خلابة، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفنادق والمطاعم والمقاهي المحلية والعالمية الفاخرة، والخيارات المتنوعة للتسوق.
لقد تزامن إطلاق هذا المشروع الحيوي الهام مع جهود الدولة في إزالة المناطق العشوائية في جنوب جدة والتي لطالما خدشت وجه العروس بتشوهاتها البصرية، ليكون تحويلها الى مناطق حديثة متطورة داعماً أساسياً لمشروع وسط جدة بما يشكل ثنائية في التنمية الاقتصادية.
ولعل ما يسترعي الانتباه في هذا المشروع هو اعتماد استخدام أفضل تقنيات الاستدامة ومنها الطاقة المتجددة، بما سيسهم في دعم الاستدامة البيئية وبما يتناغم مع أهداف مبادرة السعودية الخضراء.
إن هذا المشروع المستند الى العديد من المقومات الطبيعية إنما ينطلق من محاور الرؤية التنموية المنطلقة من مرتكزاتها الثلاثة الأساسية، وهو يُعتبر أحد الممكّنات الرئيسة الداعمة لمستهدفات هذه الرؤية التي ترسم ملامح المستقبل الاقتصادي المزدهر لهذا الوطن الطموح، المزدهي بمجتمعه الحيوي، المتطلع دوما إلى جودة الحياة عبر المنافسة والتميز والإبداع.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.