بقلم/ إبراهيم النعمي
في سنة من سنين عمري الدراسية وكنت ناجحا من الصف الخامس الابتدائي وكنت قصير القامة ، وفي إحدى ليالي الخريف الماطرة ذهبت لرعي الضأن شمال القرية ،وكانت حرفة الرعي منتشرة بين أبناء القرية لا نجيد مهنة غيرها ،سوى لعب كرة القدم في البرحة وسط القرية، وفجأة نشرت علينا عشية أظلمت الدنيا منها ،وكان والدي يرحمه الله ،يركب حماره و يذهب عصرا إلى غرب القرية يعلف القصب للضأن والبقر ، ثم عاد إلى البيت ، وأنزل العلف من على ظهر الحمار -أكرمكم الله- َ، ثم سأل عني فعلم أنني مازلت في المرعى فأرسل شقيقي الكبير وقال له “اذهب وروح بأخيك”
وعندها ، عجت العجاجة واسودت السماء وأظلمت وهطل مطر غزير جدا، وكنت ألبس حوكًا وفنينة وغرقت من المطر وشعرت بالخوف الشديد ،وكدت أبكي ولكن لاح لي من بعيد شخص يجري نحوي وينادي عليّ ..تعال تعال، وصرت أجرى نحوه فإذا هو شقيقي الكبير وعندها شعرت بالاطمئنان عندما رأيته واخذني وقال هيا نروح البيت وكان بيتنا يحوي عشة كبيرة فيها ثمانية قُعد خشب وصندقة وغرفة بناها أخي الذي كان يعمل مدرسا في ذلك الوقت.
وكانت ليلة لا تنسى.
وبعدها صرت إذا رأيت السماء ملبدة بالغيوم أرفض أرعى بالضأن خوفا من العشية والأمطار.