“استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”

بقلم /إبراهيم النعمي

عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود».. انتهى .

والإمام بن الجوزي يقول: «اكتم عن الناس ذهبك، وذهابك، ومذهبك».. فأما ذهبك فهو حالتك المادية.. وأما ذهابك فيعني أنك لو ذاهب إلى مصلحة ما تنهيها فلا تخبر أحدًا. انتهى.

ونبي الله يعقوب عليه السلام قال لابنه: «قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ» (يوسف 5).

بالأمس القريب كان أحد مشاهير السوشال ميديا ومعه أسرته وأولاده مسافرين الى مدينة الرياض وكانوا يصورون انفسهم وهم سعداء وفرحين ويطلبون من المتابعين الدعاء لهم ،وفجأة ً تعرضوا لحادث مروري شنيع ، توفي ومعه اثنان من أولاده الصغار رحمهم الله تعالى.

قبل وفاتهم رحمهم الله كانوا يصورون انفسهم وهم مسافرين وسعداء ومسأنسين ، ولكن خلال لحظات تبدل فرحهم وسعادتهم إلى أحزان وهذا كله بقضاء الله وقدره ولكن يبدو أن هناك عين كانت تنظر إليهم ولا تستطيع السفر والفرح وليس لديها المال الكافي للسفر فأصابتهم وماتوا رحمهم الله تعالى.

ومن هنا علينا أن نتحصن بالأذكار النبوية ولا نتباهى بما نملكه ولا يملكه غيرنا فبعض البيوت امتلأت باﻷمراض والمشاكل النفسية وكثرت الإصابة بالعين والحسد ، فهناك زوج مريض ، وزوجة مريضة ، وأبناء مرضى وبعض البيوت تهدمت بسبب المشاكل وكثر الطلاق ، وأصبحت الفوضى تملأ حياتنا .

وهذا كله بسبب تصوير حياتنا اليومية وطعامنا وشرابنا وخروجنا ودخولنا وما يحصل فيها وأصبحت البيوت مكشوفة للجميع .

ليس من الضروري أن نستعرض صور الأبناء والبنات والزوجات والأزواج ليعرف الناس بأننا سعداء في حياتنا الزوجية ،فهناك من النساء من حرمن من الزواج و ليس لهن أزواج وهناك من الزوجات لم يرزقهن الله أبناء أو بنات فهذه نعم من نعم الله وعلينا عدم الاستعراض بها ،فكم من محروم منها. وكم من عينٍ شيطانية لم تذكر الله ولم تصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم ،فلنتقي الله ولنحافظ على هذه النعم التي بين آيدينا .

 

About إدارة النشر

Check Also

كبري رديس

أحمد جرادي تأمل الجميع أن تسارع الجهات المعنية بكبري رديس ان تجد حل جذري وسريع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.