تيم كوردون نائب الرئيس الأول لمجموعة فنادق راديسون في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: ستعيد التجارب الهادفة والمترابطة إرساء معايير جديدة للسفر في العام 2022

فهد السميح/الرياض
كثيرٌ ما قيل وكُتب عن التحديات التي واجهها قطاعا الضيافة والسياحة على مدى العامَين المنصرمَين عقب جائحة كوفيد-19. وعوضاً عن الغوص في هذه التحدّيات، أودّ التركيز على التطوّرات الإيجابية التي شهدها قطاعنا خلال هذه الفترة وأتطلع إلى ما يخبّئه لنا العام 2022.

وأكثر ما يثير الدهشة هو الطريقة التي اتّحد فيها هذا القطاع على نطاق واسع، وما زال حتّى اليوم يعمل للحفاظ على هذه الوحدة. وأعتقد أنّ هذه الوحدة تؤكّد على أنّنا، سواء كنّا أصحاب فنادق أم وكلاء السفر، نتمتّع كلّنا بروحٍ تعشق التحلّي بالإنسانية، وتستمتع برفقة الناس والعمل معهم وتقدّر الفرصة التي نحظى بها لتطوير أنفسنا والآخرين أيضاً. كانت هذه الروح نقطةً إيجابية بالنسبة إلينا إذ ساعدتنا على الاهتمام بأهمّ الأشخاص في مجال عملنا ألا وهم ضيوفنا وأعضاء فريق عملنا.

ومثل أي أزمة أخرى ضربت العالم سابقاً، تعلّمنا دروساً كثيرةً وفُتحت أمامنا أبواب وفرص جديدة. ازدادت نسبة السفر ابتداءً من منتصف العام 2021، وشهد معها قطاع الضيافة على بعض التغييرات الملحوظة التي سيمتدّ تأثيرها إلى ما بعد العام 2022.

الهدف أبدى من الربح

في مجموعة فنادق راديسون، نؤمن بأنّ كلّ قراراتنا يجب أن ترتكز على هدفنا، والأمر سيّان مع انتشار هذه الجائحة. في العام 2020، شهدت العديد من الفنادق عمليات الإغلاق وتسريح الموظفين بشكل مؤقت وانخفاض معدّلات الإشغال. في الواقع، كانت التوقّعات تشير إلى أنّ السياحة لن تنتعش لمدة ثلاث سنوات على الأقل. وقد عرفنا أنّ وضعنا يقف رهناً بتجاوبنا مع الجائحة خلال الأزمة وبعدها. لم تكن لدينا أدنى فكرة عمّا يخبّئه المستقبل، بيد أنّنا كنّا أكيدين من أمر واحد، وهو أنّنا نأبى إغلاق الفنادق أو تخفيض طاقم العمل. من هذا المنطلق، ركّزنا على هدفنا الأ وهو جعل ضيوفنا وأصحاب فنادقنا وموظفينا يستمتعون بكلّ لحظة.

ولم تذهب جهودنا سدى، ففي الواقع، صحيح أنّ الشركات التي تركّز على تحقيق الأهداف غالباً ما تعتبر أنّ الأرباح تأتي في المرتبة الثانوية بعد الأهداف، إلا أنّها تتفوّق على منافسيها بنسبة 42% فيما يفضّل 52% من المستهلكين دعم علامات تضع نصب أعينها هدفاً واضحاً. ومن المزمع أن ترتفع هذه الأرقام في العام 2022 بما أنّ الأشخاص ينشدون تجارب تفاعلية في بلدهم وعند السفر.

فالسفر المستدام ليس مجرّد صيحة عابرة، بل هو مطلب.

وليس الاتجاه نحو السفر الأكثر استدامةً بشيء جديد، فقد سبق أن شرع به مسافرون كثيرون. في السنوات الأخيرة، أدرك عدد متزايد من وكالات السفر والسياحة أنّ الاستدامة ليست مفيدةً للبيئة فحسب، لا بل تتمتع بجدوى تجارية عالية أيضاً.

ففي شهر نوفمبر، طرح المجلس العالمي للسفر والسياحة، جنباً إلى جنب مع رابطة الضيافة المستدامة ومجموعات الفنادق الرائدة مثل شركة جين جيانج انترناشيونال (القابضة)، التي تملك مجموعة فنادق راديسون، وغيرها، إطار عمل الاستدامة الأساسية الذي من المزمع إطلاقه رسمياً في مارس 2022 وسوف يصبح متاحاً لكافة الجهات العاملة في مجال الضيافة حول العالم. ويأتي إطار العمل هذا لتعزيز وتكملة برنامج “السبيل إلى الضيافة الإيجابية” الذي صمّمته رابطة الضيافة المستدامة بهدف مساعدة الفنادق على تحسين تأثيرها على كوكبنا. ولا تؤكّد هذه الخطوة اتجاه القطاع نحو ممارسة أفضل فحسب، لا بل أيضاً نحو مستقبل أكثر استدامة ليستمتع ضيوفنا بالسفر لسنوات عديدة قادمة. وفي مجموعة راديسون للفنادق، سبق أن اعتمدنا مفهوم الاستدامة عن طريق عقد اجتماعات وفعاليات لا تتسبب بانبعاث الكربون، وتعوّض مجاناً عن ضعف كميّة انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون الناتجة عن الاجتماعات والفعاليات.

الأسبقية تُعطى للتكنولوجيا

خلال الجائحة، ساعدت التكنولوجيا الشركات للبقاء على تواصل مع جمهورها، ولكن في العام 2022 سوف تصبح عنصراً أساسياً للسفر أيضاً. حتّى أنّ بلداناً عديدةً قد طبّقت جوازات سفر صحية رقمية، كما أنّ وكالات السفر والضيافة قد اعتمدت نظاماً عديم التلامس لإتمام إجراءات السفر والصعود إلى الطائرة.

فقد اعتاد العالم على استخدام تطبيقات لمختلف أمور الحياة بدءاً مثل حجز الإقامة، وطلب الطعام وطلب سيارة أجرة. وسوف تطلق شركات السفر والضيافة قريباً تطبيقاً لطلب الطعام أو الخدمات، تماماً مثلما فعلت فنادق راديسون. علاوةً على ذلك، أتوقّع أن تسمح خدمات الكونسيرج وإمكانيات الواقع الافتراضي/ الواقع المعزّز للضيوف بالحصول على الدعم عبر تطبيقات المراسلة والقيام بجولات افتراضية في الفنادق والمعالم السياحية قبل أن يخرجوا من ديارهم أو يصعدوا إلى الطائرة حتى. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ فنادق راديسون تتيح أصلاً لضيوفها هذا النوع من الخدمات لضمان تجربة مرنة وفعّالة تلبّي متطلباتهم الخاصة. تعتمد فنادق راديسون ريد على نظام دخول بدون مفاتيح عبر الهاتف الذكي وتتيح للضيوف تسجيل الوصول عبر الإنترنت والتوجّه مباشرةً إلى غرفهم فور وصولهم إلى ردهة الاستقبال من دون الاضطرار للانتظار في الطابور. وبوسعهم أيضاً استخدام خاصيّات الكونسيرج الإلكترونية والدردشة المباشرة لطلب الطعام إلى غرفهم وغيرها من خدمات الكونسيرج وإجراء الطلبات طوال فترة إقامتهم.

الصحّة والسلامة دوماً في قائمة الأولويات

تشكّل السلامة أولويةً للجميع ونفهم كلّنا أنّ المسافرين حول العالم سيظلّون أكثر وعياً وحذراً، لاسيما مع ارتفاع عدد البلدان التي عاودت فتح أبوابها والأشخاص الملقّحين. في مجموعة فنادق راديسون، قمنا بتطبيق بروتوكولات تضمن أعلى معايير السلامة والنظافة، بالتعاون مع شركة “إس جي إس” الرائدة عالمياً فى مجال الفحص والتحقق والاختبار ومنح الشهادات.

وفيما تتطلّع مؤسسات عديدة لزيادة وتيرة الفعاليات وجهاً لوجه، سوف يشعر الضيوف بالطمأنينة بمجرّد أن يلمسوا التزام الفندق بتدابير الصحة والسلامة، ويبقى ذلك عاملاً أساسياً لتعاود مؤسسات كثيرة في القطاع نشاطها.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

الخضيري : الميكرويف لا يسبب السرطان

روافد ـ متابعات قال أستاذ المسرطنات فهد الخضيري، إنه لا توجد دراسات ولا أبحاث تثبت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.