أمل مصطفي
يقول الشاعر الكبير محمود درويش: “الحنين ندبة في القلب.. و بصمة بلد على جسد..”
عندما نحاول أن نصف الحنين لا نجد من الكلمات ما يعبر عنه ، أو ما يصفه لا في كتاب ، أو في خاطرة ، أو في بيت من الشعر ..! فهو شيء يلامس القلب والوجدان والروح والأحاسيس ، شيء يجعلك تعيش خليط من المشاعر الجياشة المؤثرة كالشوق والتمني والحزن لشيء لا يعود ابدا ..!
عندما يهيم العقل في لحظات الخلوة والسكون يفتح دفاتره القديمة فيملأ عبق رائحتها الأرجاء في شوق للحظات الدفيء والحب الصادق والإخلاص ، لحضن أم ، واحتواء أب ، وأنس أخ ، ودفئ صديق ، وبهجة حبيب ، لانتظار شمس الغد في ترقب وشغفٍ ، لرائحة العطر ، ورائحة العشب ، وتراب الأرض وهو ينبض بسرعة خطاوينا ، لضحكة من القلب صافية باتت منفية عنا ، لأغنيه قديمة يطلق معها القلب الآه في ألمٍ على ما مضى ، لفيلم قديم كنا نجتمع عليه في لمة مع الأحباب ، لمذاق كوب من القهوة نكهته مفقودة …
آه من حنيني إليك يا ماضي صفد أبوابه وتركني أشتاق إليه ولا يعود..!!
وكيف لروح دون سماء أن تحيا !!! وكيف لقلب دون دماء أن ينبض …!!
يزورنا الحنين دون إرادة منا ويفرض نفسه دون استئذان من حين لآخر عندما نشتاق إنسانيتنا ونشتاق أرواحنا التي أصبحت بعيده عنا عندما يهفو القلب لدقاته ، وتشتاق النفس إلي لحظات سعادة صافيه هانئة بسيطة..
الحنين هو أن تتخيل أصوات من تحب وتلتفت ولا تجد أحد..!!
ليس فقط الحنين لأشخاص مضوا ومواقف وذكريات جميلة ولكن يكون أيضا لأشخاص كانوا حولنا حتى تغيروا ، فرسموا حولنا دائرة الحنين وسلكوا طريقًا للغياب….!! فسلاما على قلوب تحن وترق فتعتزل ، وسلامًا على أرواح تبكي سرًا وتضحك علنًا تلك هي الأرواح التي ارهقها الحنين …..!!!
شاهد أيضاً
خريف جازان وحسرة المزارعين
بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …