بقلم / لمياء عبدالله النفيعي
يُقال فلان عمل هذا الشيء طواعية من القلب ، أي أنجز هذا العمل بمحض إرادته كالأعمال الصالحة ، ومساعدة الآخرين من دون مقابل لينال صاحبها خير الجزاء في الدنيا والآخرة ، وهو ما يسمى بالعمل التطوعي الذي يعتبر من الأعمال الخيرية التي يقوم بها الفرد تجاه الأفراد والمجتمع والعالم لمؤازرة الآخرين وللتخفيف عنهم والوقوف بجانبهم ولدعمهم ومساندتهم في جميع الأحوال .
فالتطوع صفة سامية ، وفطرة إنسانية ، ومن الإيثار ، وتعزيز التعاون بين الأفراد كافة ، لذا جاء الإسلام وأكد على أهميته وحرص على تشجيع العمل التطوعي ، وحث على مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان ، وقضاء حوائجه وهو يسمى ” بالتكافل الاجتماعي” وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي دلت على هذا قال تعالى : ( وتعانوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان ) وذلك من أجل أن يعيش الفرد في الحياة ويحفظ لنفسه البقاء ومشاركة أفراد المجتمع في النشاطات المختلفة لصالح الجميع ودفع الاضرار عنهم .
أصبح العمل التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات سواء في الدول المتقدمة أو النامية ، وحتى الدول التي ليس لديها القدرة على سد احتياجات أفرادها ومجتمعاتها أصبح من الضرورات وجود جهة أخرى تساند جهاتها لتقوم بالدور الذي تقوم به في تلبية الاحتياجات الاجتماعية حيث قامت الخدمات التطوعية دور كبير في نهضة الكثير من المجتمعات .
التطوع سواء كان خاص أو عام له فوائد جمة يُنمي مفهوم الانتماء واستثمار الوقت ، وزيادة الثقة بالنفس واحترام الذات وقدوة حسنة يقتدى بها الآخرون لتصبح ثقافة مجتمع وجيل كامل ، لذا تحرص المجتمعات على أن يقوم أفرادها بأعمال تطوعية سواء لأهداف خاصة للمتطوع أو أهداف خاصة بالمجتمع والوطن ، وعلى حسب برامج تطوعية منظمة من قبل مؤسسات وهيئات رسمية غير ربحية .
تجد المتطوع يبذل في ماله وصحته ووقته وجهده لتحقيق الخير في مجتمعه ، فمن خلال تطوعه يتعلم الخبرات والمهارات وتطبيقها في نواحي حياته وحب العمل الجماعي والتغلب على الصعاب ، كما يساعده التعرف على وجوه جديده والاطلاع على تجارب الآخرين ، ورؤية حياتهم في مصائبهم وكل المتاعب التي يواجهونها عندما يرى ذلك يقدر قيمة الحياة ويشكر الله على النعم التي يعيشها ، والشعور بالسعادة والرضى لما حققه برسم الابتسامة على شفاه الآخرين وصنع السعادة في قلوبهم .
فكم سمعنا وشاهدنا أشخاصا انقذوا أرواحاً مقابل أرواحهم من إنسان وحيوان في أوقات الأزمات والكوارث البيئية والحروب فتركوا آثراً جميلاً في حياة الآخرين ، ولمن سيأتي بعدنا ، فلهذا خصص يوم 5 ديسمبر من كل عام تقديم الشكر لجميع المتطوعين على مجهوداتهم وزيادة الوعي لدى المجتمع بأهمية التطوع ودوره في حل المشكلات وتنمية المجتمع وازدهاره .
التطوع عطاء وتجديد للروح فكل ما غرسنا في جيلنا حب العمل التطوعي نجني منه تآلف وتماسك بين أفراد المجتمع ووحدة كيانه ويبقى أثره في الأجيال القادمة فمن يفعل الخير لا يعدم جوازيه .