بقلم / إبراهيم بن يحيى حكمي
مدرب ومستشار في تأسيس وحدات التطوع بالمملكة
نلاحظ خلال هذه الأيام حراك ونشاط بين المتطوعين والفرق التطوعية؛ وذلك لقرب اليوم العالمي للتطوع، والذي تم إقراره أيضاً لدينا ليصبح يوم التطوع السعودي والعالمي، حيث يصادف يوم 5 ديسمبر من كل عام.
ويأتي هذا اليوم احتفاءً بالمتطوعين وتكريمهم نظير جهودهم وأعمالهم التي يقدمونها في خدمة المجتمع.
وقد لاحظت أن هناك تساؤلات من البعض لماذا هؤلاء الناس يتطوعون وماذا يستفيدون من تطوعهم، فجاءت فكرة كتابة هذا المقال لتوضيح ماهو التطوع، ولماذا نتطوع، وكيف نتطوع؟
فالتطوع حسب ما ورد في نظام العمل التطوعي الصادر عن مجلس الوزراء في تاريخ 27/ 5/ 1441هـ هو كل جهد أو عمل يقدمه شخص ذو صفة طبيعية أو اعتبارية، بطوعه واختياره؛ رغبة في خدمة المجتمع وتنميته.
لماذا نتطوع؟
فالدافع والمحرك الرئيسي لنا كمجتمع مسلم للتطوع هو كسب الأجر والثواب من الله تعالى.
كما أن هناك عدة أسباب مختلفة للتطوع، فبالنسبة للبعض، فهو فرصة لتقديم شيء ما للمجتمع أو الوطن، أو تقديم مساعدة للأشخاص من حولهم.
وبالنسبة لآخرين، فإنه يوفر فرصة لتطوير مهارات جديدة أو بناء خبرة ومعرفة بغض النظر عن الدافع.
ويمكن تلخيص أسباب ودوافع التطوع فيما يلي:
أولاً: بعض الناس يوفر له التطوع فرصة لما يلي:
. رد الجميل: أي تقديم الخدمة لجهة أو منظمة ساهمت بالتأثير في حياة هذا الشخص وهو بدوره يقوم بتقديم نوع من رد الجميل لهذه المنظمة، وبنفس السياق يأتي رد الجميل للوطن من خلال المساهمة في تنميته وتطويره، نظير ما قدمه لنا هذا الوطن من دعم مادي ومعنوي.
. المساهمة في الحفاظ على البيئة: والتي هـي أحد أهداف رؤية المملكة 2030 والمتمثلة في مبادرة السعودية الخضراء وذلك من خلال التوعية والتثقيف، والتعريف بأهمية الموارد الطبيعية، والتشجيع والتوعية بأهمية التشجير.
.المساهمة في مساعدة الآخرين: وذلك من خلال تقديم المساعدة للأشخاص الذين يحتاجون أي نوع من أنواع المساعدة، وتقديم المبادرات النوعية التي تساهم في خدمة الفئات التي بحاجة إلى الدعم سواءً كان مادياً أو معنوياً؛ كالتعريف بقضاياهم وأهمية وجودهم في المجتمع.
. قضاء وقت ممتع بعيداً عن العمل أو نمط حياة مزدحم: فهناك من يتطوع لتغيير الجو الروتيني الذي يعيشه ليمارس عملاً تطوعياً يشعره بالسعادة إما بالانجاز أو بخدمة الآخرين.
. اكتساب الثقة واحترام الذات: من خلال تطوير المهارات التي يمتلكها الشخص واكتساب الخبرة والمعرفة مما ينعكس على حياته بالإيجاب.
ثانياً: البعض الآخر، يمكن أن يكوِّن التطوع له طريقاً للعمل، أو فرصة لتجربة شيء جديد قد يؤدي إلى تغيير وظيفي، ومن هذا المنظور، يمكن أن يكون التطوع وسيلة لما يلي:
. اكتساب مهارات ومعارف وخبرات جديدة.
. تطوير المهارات والمعارف الحالية.
.تعزيز السيرة الذاتية.
. تحسين آفاق العمل للفرد.
. استخدام المهارات والمعارف المهنية لصالح الآخرين، وهو ما يسمى (بصدقة العلم).
ثالثاً: هناك بعض من الناس يتطوع بسبب فوائده الاجتماعية، وتشمل هذه:
. مقابلة أشخاص جدد وتكوين صداقات جديدة.
. فرصة للاختلاط الاجتماعي، والتعرف على فئات مختلفة من المجتمع.
. التعرف على عادات مجتمعية مختلفة.
وأخيراً كيف نتطوع؟
يمكن لأي شخص أن يتطوع، في المكان، والزمان، والمجال الذي يناسب خبراته ومهاراته، وذلك من خلال:
. المنصة الوطنية للعمل التطوعي: وهي بيئة آمنة تخدم وتنظم العلاقة بين الجهات الموفرة للفرص التطوعية والمتطوعين في المملكة بحيث تمكن الشخص من الوصول للجهات التي تطرح الفرص التطوعية كما تتيح له توثيق ساعاته وإصدار شهاداته التطوعية.
. منصة التطوع الصحي: والتي بدورها تتيح الفرصة أمام الممارسين الصحيين لتقديم خدماتهم
التطوعية والصحية، ودعم المشاركة الفاعلة للأفراد في تقديم الخدمات الصحية لصالح خدمة المجتمع.
وختاماً فلنساهم جميعاً في خدمة مجتمعنا ووطننا ونرد بعضاً من الجميل، ولنكن جزءًا من رؤية المملكة 2030 في الوصول إلى مليون متطوع.