كنانة ربيع دحلان*
تمضي احتفالات “موسم الرياض” محتضنة فعاليات جديدة تمزج المتعة بالإبهار وتطوف في آفاق الأدب والثقافة والرياضة والفنون والمسرح وغيرها من المخرجات الترفيهية، بخيارات أكبر ومساحات أوسع.
تشهد ساحات البوليفارد عدداً من الفعاليات المعروضة على شاشات رقمية تزيد المشهد جاذبية وإبهاراً، حيث تحتضن ما يزيد عن 250 شاشة واستديوهات عالمية مع عروض النافورة الراقصة.
منظومة من المخرجات الترفيهية التي تقدمها المناطق التسع في البوليفارد: “النافورة، وسكوير، جاردن، ساحات الموسيقى، المسارح، ومنطقة (تروكاديرو)، والافالانش الثلجية ثم منطقة الاستديو والسبورت).
يخيم عنصر الدهشة على مرتادي البوليفارد الذي يترجم بامتياز شعار الموسم: “تخيَّل أكثر”، وأي مكامن تثير الخيال كتلك التي ضمَّها البوليفارد من خلال كرنفاله المثير الذي يقدم ملاحم فنية وثقافية وترفيهية تضج بالبهجة والأمل، لترسم الملامح الجديدة لبلادنا في ظل التحول الذي لامس مختلف المفاصل التنموية والذي امتدّ على تضاريس اقتصادنا واحتضن تفاصيل حياتنا الاجتماعية راسماً خارطة المستقبل المزدهر لبلادنا..
خلال متابعتي لموسم الرياض كنت أطوف بحجم النمو المضطرد للصادرات غير النفطية خلال العام الجاري 2021م والتي وصلت وفقاً للهيئة العامة للإحصاء الى 165 مليار ريال خلال تسعة شهور.. بزيادة تجاوزت 43 ملياراً عن نفس الفترة من العام الماضي، وأثر ذلك في تحفيز النمو الاقتصادي.. وتساءلت:
كيف سيكون حالنا لو لم يتم إطلاق حلم المستقبل من خلال الرؤية التنموية 2030؟!.
هل كانت ستنطلق تلكم المشروعات الضخمة بدءاً بنيوم والبحر الأحمر والقدية وآمالا ومشروع السودة في عسير، الذي سيقفز بميزات طبيعة المنطقة السياحية الى العالمية..؟.
وأين ستكون المرأة السعودية لو لم يتم مساندتها بحزمة كبيرة من القرارات والأنظمة المعززة لمكانتها في المشروع النهضوي الكبير من خلال تلك الرؤية؟
هل كانت ستجد البيئة الآمنة التي تعزز وجودها في سوق العمل؟.
هل كنا سنراها سفيرة أو عضواً في مجلس الشورى أو مندوبة في اليونسكو أو مديرة لجامعة؟.
وهل كان سيتم تتويج الرياض عاصمة للمرأة العربية عام 2020؟
وهل كان الصندوق الدولي سيصنف بلادنا بالمرتبة الأولى في الإصلاحات الخاصة بالمرأة؟.
أسئلة كثيرة جالت في خاطري وأنا أحلق في آفاق (البوليفارد) و(الموازنة)؟!..
لقد كان الخامس والعشرون من ابريل عام 2016م نقطة تحول في صناعة المستقبل من خلال الرؤية التنموية التي انطلقت من مستهدفاتها عجلة البناء التنموي ملامسةً مختلف الجوانب التنموية والمجتمعية.
هذا الحراك التنموي يؤكد نجاح السياسات الحكومية في تجسيد معالم التحول وإعادة الهيكلة للاقتصاد السعودي، مع التركيز على الاقتصاد المعرفي وتوظيف الموارد ورفع جرعات الوعي بأهمية هذا التوجه.
لم يكن (البوليفارد) رمزاً للمتعة الترفيهية فحسب، بل هو أيقونة للبهجة التنموية التي احتضنت حاضرنا وانطلقت به نحو المستقبل مترجمة دلالات (الوطن الطموح) ومعاني (الاقتصاد المزدهر) وأبعاد (المجتمع الحيوي).