فيفاء جنة الدنيا

الحبُّ أنتِ وأنتِ العشــقُ مـن صـغــري
وأنت أُغنِيَّتــــي ياجــارةَ الـقـمــرِ
يا بقـــعــــةً تأســرُ الألـبـــابَ يا قِـممــًا
ما قد رأى مثلهــا في لـيلةٍ نظـري
فيفــــاءُ يا جـنــةَ الــدنيــا قـد افـْتـُتِنـَتْ
بحسنكِ الناسُ من بدوٍ ومن حضرِ
ففي السَّمَــاعِ قد ازدادَ الجمــــالُ وقــد
تراقصَ الشيحُ والكادي مع الزهَرِ
تـهنــى به النـفـسُ إن حلـَّت بـه وكــذا
تنســى بواحـــاتِهِ ما كان من كـَدرِ
ويسعدُ القلبُ في الخُوشينِ إن صدحتْ
فيه البـلابلُ والأطـيـــارُ في البــُكـُرِ
طبيعـــةٌ تُشجِــيَ الأنـظـــارَ طـلعَــتـُهــا
تدنـــو به الأيكُ للـــزوَّارِ بالـثـــمـرِ
وإن تســـاميتَ للـــعـَبـســيَّة انـصرفتْ
عنك الهمومُ وما تشكــوه من ضررِ
كأنهـــــا غــــادةْ حـسنـــــاءُ فــاتـنـــةٌ
عينــاها قد زانتــا بالكُحــلِ والحَـوَرِ
يـقـبـِّـلُ الغيــمُ خــديهـا فتسحــــرُ مَن
يرنو إلى وجـهِهــا الفتــانِ بالبـصـرِ
ومن بـغـى في ربى فيفــــاءَ منتجَعــًا
يلقى به الأنْسَ فليــغــدو إلى ِالعَذَرِ
تُسبيـــكَ إن جئتهــا يومًـا بخـضرتِهـا
وبالنسيمِ الزَّكِي في سـاعــة السَّحَرِ
فيفـــاءُ ترنـيــمـةٌ تُشجِي مســامِعـَنـا
ودهرُهــا تـطــربُ الدنيـــا بــلا وتـرِ
ما أجملَ الوقت في شتَّى مرابِعـِــهــا
والسحبُ في بهجةٍ ترويهـا بالمطـرِ
فأرضهــــا واحــــةٌ غـنــاءُ تحسبُهــا
عروســةً ثوبُهــا من سندسٍ خَضِــرِ
وفيها أنســــامُها بالــــوردِ عـاطـرةٌ
كأهلِها الصَّيدِ أهلَ المَعْشرِالعـــطِــرِ
من بالسخـاءِ ومن بالودِّ قد عُـرِفوا
ومن بأخلاقـهــمْ شعُّــوا كمــا الــدُّررِ
فيفــــاءُ في هامةِ الجــوزاءِ زاهيةٌ
تُشـعُّ بالنــــور ِِمثل الأنجــــمِ الزُّهُــرِ
تكحــلُ الـعـينَ تكــحيــــلاً بحُـلَّتِـهــا
وتُبهجُ الــــروحَ في سفـْـحٍ ومنحَـدَرِ
سبحان من خصَّها حُسنــًا وزيَّنهــا
سبحان من صاغها في أجملِ الصُّورِ
سلطانةُ الحُسنِ قد فاقت بروعتِهـا
حسنَ الفلبيـن والمكسـيكِ والمَــجَـــرِ
معشوقـــةٌ تسحرُ الأحداقَ بسمتـُهــا
وطرفُها يجعـــلُ العشــــاقَ في سـُـكُرِ
كم هام في حسنِهـا الزوَّارُ وانبهروا
ومن سَنا ضوئِهـا كم باتـــوا في حِيَرِ
فيفــــاءُ محبوبةٌ ما عشتُ أعشقُهــا
وأهوى إشراقــةً في وجهـِها النـَّضِرِ
إن جئتُها ترقصُ الأزهار ُمن فرحي
وينشدُ البلبلُ الــشَّــادي على الشجرِ
ويـظلمُ الكــونُ في عـيـنيَّ من ألـمي
وأذرفُ الــدمـعَ إن أزمعـتُ بالـسـفـرِ
فيفـــاء يا سـرَّ إلهــامي و يا نغــمي
يا من بها تعْذبُ الأشعـارُ في سمري
هــواكِ في القلبِ يا معشوقتي قَــدَرٌ
وليـس لي مـهربٌ يــومًا من الـقـَـدَرِ

شعر الأستاذ أحمد هادي دهاس

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

[ شمس البردة ]

شعر/ منصور جبر ‏الله أكبر فاشهدوا الترديدا شمسٌ بمكة آذَنَتْ تجديدا والكونُ هَلَّلَ زاهيا مستبشرا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.