فهد السميح/ الرياض
عقد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، يوم أمس السبت، مؤتمراً صحفيًا في ختام جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها بمحافظة جدة مع وزير الشؤون الدينية بجمهورية إندونيسيا ياقوت خليل قماس، الذي يزور المملكة حالياً، بحضور وسائل الإعلام الرسمية وعدد من القنوات الفضائية.
وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ في مستهل المؤتمر الصحفي على التوافق الكبير في الرؤى بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ووزارة الشؤون الدينية في جمهورية إندونيسيا من أجل نشر مبادئ الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ التطرف والقضاء على أسباب الإرهاب، منوهاً في هذا الجانب بتفهم وزير الشؤون الدينية في إندونيسيا لمجريات الأمور في الوقت الراهن ولديه الإلمام الكبير بشؤون المسلمين ومعرفة أحوالهم.
وأضاف: “وهذا لا شك سيكون داعماً كبيراً للعمل الجاد لنشر المبادئ التي يدعونا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، في نشر مبادئ الوسطية والاعتدال ونبذ العنف والكراهية وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وفهم السلف الصالح.
وأشاد معالي الدكتور عبداللطيف آل الشيخ بمذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها منذ مدة بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ووزارة الشؤون الدينية بجمهورية إندونيسيا، وكذلك البرنامج التنفيذي والتي سوف تحقق بمشيئة الله كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين في الدولتين الشقيقتين من خلال التعاون بين الوزارتين لتحقيق الأهداف والرؤى النبيلة التي تخدم الإسلام والدعوة إليه.
وأشار إلى أن “المذكرة الموقعة سابقاً اشتملت على التعاون في تدريب الأئمة والخطباء والدعاة وتبادل الخبرات، وأيضًا العمل على نشر القرآن الكريم في جمهورية إندونيسيا من خلال ما ينتجه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والذي زاد إنتاجه ولله الحمد لما يقارب من عشرين مليون نسخة بعد ما كان ينتج حوالي ثمانية ملايين نسخة، وهي كمية ولله الحمد متميزة، وجاءت بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بتوجيهات ودعم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله-“.
وجدد معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، التأكيد على أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ووزارة الشؤون الدينية في جمهورية إندونيسيا متفقتان على الأسس التي ننطلق منها جميعًا لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد لنشر الوسطية والاعتدال، ونبذ أسباب الفتن والعنف والكراهية والتطرف ومحاربة الإرهاب وأسبابه من خلال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وإرشاد الناس بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ووفق فهم السلف الصالح للخطاب القرآني الكريم والسنة النبوية المطهرة.
من جانبه نوهّ معالي وزير الشؤون الدينية بجمهورية إندونيسيا ياقوت قماس، باللقاء الذي جمعه بوزير الشؤون الإسلامية بالمملكة لبحث التعاون المشترك وتفعيل مذكرة التفاهم الموقعة مسبقًا بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا حرص وزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا على الاستفادة من الجهود التي تقوم بها المملكة ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من تنظيم وترتيب العمل الدعوي والدعاة وأيضاً ضبطها لمكبرات الصوت في المساجد حتى لا يسبب التشويش بين المساجد.
وقال: “نحن بإذن الله سوف نسعى للاستفادة مستقبلاً منكم لتطبيقه في إندونيسيا لنشر الخير بإذن الله تعالى”.
وأكد “ياقوت” أن الجميع في إندونيسيا يريدون تحقيق الوسطية ونشر الأمن والخير والتصدي للغلو وخطابات الكراهية التي يسعى لها المتطرفون، مشيراً إلى أن الأنظمة في إندونيسيا مثل الأنظمة هنا في المملكة تحترم حقوق الجميع وتحافظ عليها لأن في ذلك المصلحة للجميع.
وعن التدخلات الإيرانية في الدول الإسلامية لنشر المذهب الصفوي وإثارة الفتن بين المسلمين ودعم المنظمات الإرهابية، قال “ياقوت”: إنهم “عازمون بإذن الله تعالى على محاربة جميع من يحاول الإخلال بالأمن أو إثارة الفتنة والكراهية من أي طائفة كانت سوف نسعى لمحاكمته للقضاء عليه ونشر الخير وذلك لصالح الجميع”.
وأشاد معالي الوزير الإندونيسي بما تقوم به حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- في محاربتها الفساد وسعيها الجاد في تحقيق العدالة بين الجميع وكذلك قيامها بنشر منهج الوسطية والاعتدال والمحافظة على القيم الدينية ونشر التسامح والوئام.
وقال معالي وزير الشؤون الدينية الإندونيسي في ختام تصريحاته: “سرني ما شاهدته بالمملكة من نهضة وتطور كبير في مختلف المجالات، وهذا دليل على عناية المملكة وحرصها الدائم على التطوير والرقي لكل ما يخدم شعبها وجميع من يزورها، سواء للحج والعمرة أو السياحة”، مقدماً شكره وتقديره للوزير “آل الشيخ” على الحفاوة والاستقبال التي لقيها والوفد المرافق له، ومثمناً الجهود التي يبذلها لخدمة الإسلام ونشر الوسطية والتسامح.