الرياض- عبد العزيز العنزي
ضمن نشاطها المنبري الأسبوعي استضافت ثلاثية السديري الثلاثاء الماضي رئيس اللجنة الوطنية للتعدين بمجلس الغرف التجارية المستشار الإداري إبراهيم محمد ناظر في لقاء فريد بعنوان “قطاع التعدين بين الواقع والمأمول بموجب مستهدفات رؤية 2030 وذلك على شرف عميد الثلاثية الأمير احمد بن بندر السديري ،وحضرها عدد من المختصين والمهتمين وتابعها عبر تطبيق الزوم المئات من داخل المملكة وخارجها .
وتطرق في البداية إلى نبذة تاريخية عن التعدين وأشار فيها إلى أن تاريخ التعدين في الجزيرة العربية يعود إلى حوالي 5000 سنة وأن هنالك عدد من المناجم في السعودية ولعل أشهرها منجم مهد الذهب .
وأضاف إن مواقع التعدين ترتكز في منطقة الدرع العربي في مساحة تصل إلى 630 ألف كلم مربع وأشار إلى أن مواقع المعادن وجدت من خلال الدراسات في طرق القوافل القديمة، وقد نشط البحث عنها في عصر الدولتين الأموية والعباسية.
ونوه إلى حرص الملك عبدالعزيز رحمه الله واهتمامه بمجال التعدين حيث تم استدعاء مهندسين جيولوجيين من أمريكا لدراسة مصادر المياه والموارد المائية والثروة الطبيعية والذهب والفضة ، وتم في عام 1954 إنشاء مديرية شؤون الزيت والمعادن وفي عام 1956 تم عمل الخرائط الجيولوجية في بعض المناطق ، وفي عام 1960 تم انشاء وزارة البترول والثروة المعدنية ، وفي عام 1962 تم انشاء المديرية العامة للثروة المعدنية ، و تأسيس شركة معادن وهيئة المساحة الجيولوجية ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن توفرت الخرائط والمعلومات وعمل الدراسات في الدرع العربي .
وأضاف ناظر أن هنالك حوالي 80 نوعا من المعادن في السعودية إضافة الى اكتشاف معدن البلاتين ، ووجود طبقات رسوبية مع وجود المعادن الصناعية مثل الفوسفات ورمل السيلكا والبوكسايت مع وجود اكتشافات في مواد الجبس والأسمنت والملح والصلصال
وأشار إلى أن الثروة المعدنية تقدر بـ خمسة تريليون ريال، وقد أصدرت الدولة ما يقارب 1816 رخصة تعدين مختلفة وان معدل المواد الخام التعدينية وصل إلى حوالي 465مليون طن مع وجود حوالي 36 مجمعاً صناعيا تم توفيرها .
وأضاف إن السعودية تنتج ما يعادل 224 ألف أوقية من الذهب وحوالي 150 ألف أوقية من الفضة و ساهمت في تعزيز القطاع التعديني ومساعدة المستثمرين في ذلك وتوفير البيئة الاستثمارية والإنتاجية لهذا القطاع الهام جدا مضيفا أن رؤية 2030 تركز على التعين باعتباره الركيزة الثالثة في الاقتصاد مع تخطيط الرؤية الى زيادة المساهمة في الإنتاج المحلي وتوفير الوظائف من خلال الاستثمار الأمثل للثروات الهيدركربونية والمعدنية وترشيد استخدامها والمحافظة عليها وتعزيز القطاعات الصناعية وجودة الخدمات وأشار الى القطاع سيؤتي ثمار كبيرة مع رؤية 2030 مؤكدا وجود 3000 مكامن للتعدين لم يتم استخدامها وحفرها مؤكداً أن الرؤية ستركز على إعادة تنظيم قطاع التعدين واستخدام المنتجات بشكل أمثل مع توفير ميزانية للبحث والاستكشاف مع تسهيل الإجراءات والتسويق الموجه عالمياً وإيجاد ما يقارب 70 ألف وظيفة في قطاع التعدين والاستفادة من الصناعات التحويلية وتطرق المحاضر إلى عدة اتجاهات بحثية واستكشافية وعلمية خلال محاضرته القيمة ، بعد ذلك تم الاستماع إلى المداخلات المختلفة والتي أجاب عليها المحاضر بشكل علمي ومهني .
وفي نهاية اللقاء أهدى عميد الثلاثية الأمير أحمد بن بندر السديري الضيف المستشار الإداري إبراهيم ناظر كتاب الثلاثية وقدم له شكره على ما أثرى به اللقاء من معلومات قيمة تخص قطاع التعدين ومجالات التنمية ، وأكد في كلمة ألقاها عن أهمية التعدين في دفع عجلة التنمية وفي توظيف أهداف رؤية 2030 وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة التي تخطط للوصول بالوطن وأهدافه وطموحاته إلى العالم الأول.
يذكر أن اللقاء من ضمن النشاط الأسبوعي لثلاثية الأمير احمد بن بندر السديري والتي تمثل منبعاً علميا وصرحاً معرفياً يتم من خلاله استضافة رجال الدولة والمختصين والخبراء والعلماء والأدباء في مختلف التخصصات ضمن لقاءات أسبوعية بدأت منذ أكثر من 35 عاماً دون انقطاع ،تهدف إلى نشر المعارف والعلوم في مختلف التخصصات لخدمة الدين والوطن والمجتمع ..