شيخٌ تقاسمهُ العصا وزر السنين
وتكادُ تورقُ إن توكّأها الحنين
خطواتهُ للصبر تكتبُ قصّةً
تُفشي لطين الأرض أسرار اليقين
حمل ابتسامتهُ كشمسٍ لم تزلْ
رغم اجتماع الغيم تقدحُ بالجبين
جدّي الّذي مزج الصباح بروحهِ
طهراً توضّأ من نداهُ الياسمين
يحي الّذي أحيا الإلهُ فؤادهُ
بالذّكر والإيمان دأبُ الصّالحين
أهدى إلى المحرابِ نصفَ فؤاده
والنّصفُ بين النّاسِ إحسانٌ ولين
والشّيبُ من تحتِ العمائم ضوؤهُ
جمع الأهّلةَ من عيونِ الصّائمين
لم يشتكي جسداً تعاظمَ سقمهُ
واستقبل البلوى بحمد الشّاكرين
كالعيدِ في عين الصّغار لمحتهُ
يسلو به الشّاكي ويبتسم الحزين
فاسأل سحاب العطرِ عن كلماتهِ
واغفر لموجِ البحرِ إن بسط اليمين
سلْ دومةً غنّاءَ مدّتْ ظلَّها
للصّحبِ والأضيافِ هلّا تذكرين
أغصانها الخضراء شابتْ بعدما
كانتْ تبلُّ جديلها للعاشقين
وأنا بأحلام الطّفولةِ منصتٌ
لحديثهم والنّارُ تنتظرُ العجين
كم طائرٍ غنّى على أهدابها
ويدُ النّسيمِ تغازلُ الجذع المتين
بردتْ فناجيلُ الزمان ولم تزلْ
أشواقهُ كالجمرِ في حبل الوتين
جدّي لثالوث الثّقاتِ نسبتهُ
الزّهدُ والأخلاقُ والعقلُ الرّزين
وطنُ البياضِ مع فتيل سراجهِ
نام القصيدُ ولم يزلْ في السّاجدين
الشاعر / علي هتّان