بعد تقاعده انتقل من قريته الريامة بآل زيدان ببني شهر إلى مهبط الوحي منار الهدى مكة المكرمة زادها الله تشريفا وتعظيما …. فقال :
عهد الصبا ذكرياتٌ نجمها سارِ
وبوحها بين جُلّاسٍ وسُمّارِ
لاكتْهُ خمسون عامًا ثم قُلْنَ لهُ مهلًا رويدك فارحلْ عن حمى الدارِ
ودِّعْ ربى اللهو والتحنان ملتحفًا
عهدًا تباريحهُ في طاعة الباري
دَعِ الرّيامة وارحلْ عن مرابعها
إلى حمى البيت خير الأهل والجارِ
عذرًا ريامةُ لم أهجركِ عن مللٍ
لكنّ مكة فيها نيل أوطاري
يا قريتي أنتِ رمزٌ في مخيّلتي
ونغمةٌ في لقاءاتي وأسفاري
مهد الطفولة في مغناكِ ملحمةٌ
من المروءات في جهري وإسراري
بعد التقاعد لا تبكِ المُقام على
رسمٍ ولا طللٍ من بعد إعمارِ
هل مهبط الوحي إلا خيرُ منتقلٍ
منها النبي ومنها فيض أنوارِ
لا تعذلوهُ إذا ما ساق راحلةً
إلى الشرائع في عزمٍ وإصرارِ
يحدوهُ شوقٌ نمت ذكراهُ قائلةٌ
هذا حراءُ وهذي قصة الغارِ
أم القرى جنةُ الدنيا وبهجتها
وآية الله فاقت كلَّ أقطارِ
أحمد الزيداني …