هي كانت هاهنا
تملأ الدنيا حبورا
وتحيل الليل ضحكاً وسرورا
وهنا كانت وظلت
تنثر الليل زهورا
تنشد الشعر على أسماعنا
ماءً نميرا
هي كانت هاهنا
قلبها الأبيض كالثلج طهورا
صوتها الغض جهورا
وبعينيها أماسيَّ من للحب وطورا
وبكفيها الندى يجري
فيسقي كل محتاجٍ كسيرا
وثراها مثلما المسك عبيرا
هي كانت هاهنا
للمساكين ملاذاً ودواءً وشفاءً وقصورا
نحتمي فيها إذا الهم غشانا
وإذا الجرح
بكانا وإذا الخطب وجدناه كبيرا
هي كانت كل شيء
فهي عطر الأرض صوت الزرع شمساً وبدورا
ومصلاها الذي يعبق بالدمع وبالحب وإن كان حصيرا
رحمة الله عليها
حين يهمي الليل
والفجر إذا بان ونادى
وهي العطر الذي ما مل في الأفق مرورا.
بقلم الدكتور علي حسين الصميلي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة جازان