أرى علماً على الأعناقِ لفّا
عناقاً في حنانٍ لن يجفّا
أعاروني مكانَ الروحِ طيفاً
فهامَ القلبُ مشجونٌ ورفّا
َ
يحاكي نبضهُ صوتٌ مجيدٌ
يرددهُ على الأسماعِ صفّا
يسارعُ مجدهُ بالعينِ نبعاً
فيعلوا فيضها النضاخُ كفّا
ويرفعُ في ربيعٍ قولُ حقٍ
إلى أرواحنا للوجدِ زفّا
ويحملُ قولها نورٌ مبينٌ
له قبسٌ لكلّ الأرضِ دفّا
وتكبيراً يرددُ في هيامٍ
ترا شعباً مع الأشواقِ لُفّا
يمجدُ في عروشِ القلبِ ربٌ
فما في القلبِ من لهبٍ يطفّى
ترا الخفاقَ في ودجي فروعٌ
على اغصانها حلوٌ مضفّى
سأعصر من حروفي خندريسا
معتقةً وفي كبدي تصفّى
أساقي الناسَ بالأقداح حتى
أرى الألبابَ بالزعزاعِ هفّا
غفونا في نعيمٍ مطمئنٍ
على حللٍ وديباجٍ مرفّا
تراعينا على شفقٍ عيونٌ
وعن حفظِ الرعايا لن ترفّا
أبو تركي دعا للحقِّ عربٌ
فلبتهُ الجموعُ لهُ ووفّا
وسلمانُ العروبةِ سيفُ عزٍ
حمى التوحيدِ من كيدٍ تخفّى
وإن محمداً فينا بعدلٍ
كأن الجدّ حيٌ ماتوفّا
جوادٌ في العطايا لا يبارى
نديٌ من سخاءٍ لن يكفّا
تعاهدنا على التوحيدِ أُلفا
فأفاً للذي قد بان افّا
يفاخر في بلادي كل حيٍ
له قلبٌ عن الأحقاد عفّا
سأختمُ بالصلاةِ على حبيبي
له كبدي من الأشواقِ شفّا
رسولُ اللهِ في شعري تجلى
فزادَ المدُّ وانتظمَ المقفّا
فبعدَ محمدٍ لا فخرَ عندي
فهذا الفخرُ للثقلينِ كفّا
محمد عبدالخالق آل مانع العسيري