لاتزال جائحة فيروس كورونا المستجد، ترفض أن تكتب فصل النهاية لحالة الضبابية التي وضعت بها العالم على مدى ما يقرب من عامين، وذلك في ظل ما يظهر من متحورات جديدة للفيروس المعروف.
وتداولت وسائل الإعلام الدولية خلال الساعات الماضية، تقارير تشير إلى ظهور سلالة جديدة من الفيروس في الصين يُطلق عليها اسم “هيهي”، لتبدأ جولة جديدة من الأبحاث والدراسات التي تهدف للوقوف على مدى خطورة هذه السلالة.
أُطلق على السلالة الجديدة لفيروس كورونا اسم “هيهي”، نسبة إلى إحدى مدن مقاطعة “خي لونج جيانج” شمال شرقي الصين، واعتادت وسائل الإعلام الدولية خلال الآونة الأخيرة، تسمية المتحورات الجديدة لكورونا نسبة إلى الأماكن التي تشهد ظهورها بقوة.
أكدت وزارة الصحة الصينية، والتي كانت أولى الجهات التي تعاملت مع السلالة الجديدة عالميًا، أن أعراض الطفرة الجديدة لا تختلف كثيرًا عن الأعراض المعروفة للسلالات التي تم رصدها في الصين.
وقال أستاذ علم الفيروسات الدكتور أيمن الشبيني، إن رصد خطورة متحور “هيهي” يعتمد بشكل رئيسي على رصد معدل انتشاره ومدى مقاومته لجهاز المناعة، مشيرًا إلى أن المتحور الجديد لم ينتشر بشكل كبير مثل متحور “دلتا”، وما زال منحصرًا في المكان الذي تم اكتشافه به في الصين.
وفيما يتعلق بخطورة السلالة الجديدة، قال باحث الفيروسات بجامعة “لانكستر” الإنجليزية، الدكتور محمد رحيم، إن خصائص متحورات “دلتا”، والتي يعد “هيهي” من بينها، تتمثل في القدرة على الهروب من اللقاحات، وسرعة الانتشار، بالإضافة إلى القدرة على اكتساب بعض الطفرات التي تجعل المتحور قادرًا على تغيير شكل أعراضه والانتشار بشكل واسع.
وأوضح أن كل اللقاحات الموجودة حاليًا تم تصنيعها وتطويرها على أول متحور ظهر في مدينة ووهان الصينية عام 2019، وهو ما يخلق تساؤلًا حول مدى قدرتها على الحماية ضد متحورات كورونا الجديدة.
وأكد رئيس فريق إدارة مخاطر العدوى بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، عبد الناصر أبو بكر، أن هناك تسلسلًاً جديدًا لمتحور “دلتا”، تم تحديد وجوده في 42 دولة على مستوى العالم، حيث بدأ في المملكة المتحدة وانتشر في بلدان أخرى.
وأشار إلى احتمالية ظهور تحورات جديدة لهذه السلالة، مشددًا على ضرورة أن يبقى العالم مستعدًا دومًا للتعامل مع الأسوأ.