شعر/ أحمد الزيداني
————————-
يحكى أن” هو” كان له صديق اسمه “ثعلوب” من الثعالبة أحبه ووثق فيه وتناسى أنه ثعلبي الطبع ثعلبي الصفات ، لكنها الثقة التي لا عيون لها غالبا ، حتى أتى اليوم الذي أذن الله به لينكشف عنها غطاؤها، ويتلاشى قتامها …. المهم دارت الأيام وتكشفت الحجب ، وبهت الوقت ألوان “ثعلوب”، وكان “هو” من شعراء بني زهوان يقرض الشعر ، فقال يصف الحال والمعاناة :
قد كان لي في ذا الزمان صديقُ
من بين كل الكائنات رفيقُ
عشنا زمانًا لا نفارق بعضنا
وإذا رأيت الحال قلت : شقيقُ
وكسوته حلل الصداقة واثقا
والعهد منه مؤمل موثوقُ
ما كنت اتبعه الظنون لأنني
ألبسته ودي ولي تحليقُ
لكنه في شخص إنسان بدا
والغدر في طبع الثعال حقيقُ
وصحبت ذا الثعلوب مخموما وفي
قلبي نما ود لهُ مدفوقُ
ما كنت أحسبني أعيش لأرتوي
من غدره وأنا الصدوق صديقُ
والدهر والأحداث خير معلم
قد كنت أغفو مرة وأفيقُ
إن المواقف أظهرت ثعلوبنا
من جلده ووداده مسروقُ
متلون متملق متحذلق
يجفو عليّ بغدره ويبوقُ
إن قلت ثعلوبا فلست بظالم
أو قلت أخبث عقرب فصدوقُ
أو قلت ثعبانا فسم ناقع
أو قلت ضبعا فالضباع تبوقُ
أو قلت حرباء الحقول فطبعها
وكساؤها التلوين والتلفيقُ
أو قلت ضفدعة حقير أمرها
قَبُحت وأبلغ ما تقول نقيقُ
واليوم يا ثعلوب خنت صداقتي
وقطعت حبل الوصل يا مخلوقُ
أبلى الزمان سريرة أخفيتها
عني فثوبك أسود وصفيقُ
يا قبح الله الفعال فإنها
سودٌ وقولٌ منكم تنميقُ
قد كنت أعلم أنك الثعلوب لا
منك الأمان ونهجك التزويقُ
فاخسأ عدو الود لست بصاحبي
إني أنا الصقر الأبيُّ طليقُ
والله أبطل كيدكم ما ضرنا
غدرٌ وكيدُ الغادرين زهوقُ