بقلم المستشار أحمد بن علي آل مطيع
يعتبر صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور/سلمان بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله شخصية استثنائية في عطائه الفكري والاجتماعي والتواصل الحضاري مع الجميع وعبارته الشهيرة والجميلة لكل جديد يتعرف عليه ” إن شاء الله علاقة طويلة الأمد ” لماذا لأنه يحب الناس فأحبوه وأخلص لهم فبذلوا مهجهم .
إضافة لما ما منحه الله من لين الجانب ودماثة الخلق ونبل الصفات والحديث العذب والأسلوب الراقي والكاريزما الأنيقة والتواضع الجم والشخصية الإنسانية والحضور المتميز، الأمر الذي عرفه القاصي والداني والقريب والغريب والكبير والصغير وشعر به كل من التقاه .
أيضا عرف بحبه للقراءة والتأليف والاطلاع والتبحر المعرفي وحبه للنزهة البرية والتخييم وجمع الأمراء والأصدقاء والمعارف في جو أخوي أخاذ تطغى عليه البساطة والفرح والبهجة مع إكرامه للجميع وبذل سبل الراحة والعناية لرواد مخيمه العامر الذي شاع صيته وعرف بأنه من أجمل المخيمات ترتيبا وأناقة وخدمات .
والأهم من ذلك رواده الذين يسعد أميرنا سلمان بهم وعرف أيضا بجلسته الأسبوعية التي كان لي شرف ترتيب أحد لقاءاتها بأعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود كلية الآداب قسم التاريخ الذين أكرمهم الأمير سلمان بن سعود بنسخ خاصة من كتبه القيمة وعرف أيضا بإلقائه للمحاضرات العلمية التي تتناول التاريخ السياسي والعمق الفكري بعرض أدبي وإلقاء جذاب. إن الحديث عن جوانب شخصية الأمير سلمان بن سعود متشعب وذو شجون ويستحق أن يفرد له كتاب مستقل – أتمنى موافقة سموه للبدء به – يتناول قصة حياته ولكنني سأتوقف عند محطة وفاء الأمير الدكتور سلمان بن سعود التي اكتسبها من والده العظيم وأعمامه الأماجد . سلمان بن سعود والوفاء وجهان لعملة واحدة بل لو تجسد الوفاء رجلا لكان رجل يشبه سلمان بن سعود يشبهه في كرمه وأناقته ووداعته.
وسأختار أمثلة للوفاء لا الحصر أولا الوفاء الوطني : وفى الأمير سلمان بن سعود مع الوطن بتسجيله وتدوينه لحقبه مهمة في تاريخ الوطن ألا وهي حقبة الملك سعود رحمه الله في كتاب جميل صنع له عنوانا ذكيا ( الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود الوثيقة والحقيقة) وقد شرفني الأمير المؤلف سلمان بن سعود بحملي للكتاب لتقديمه للملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله في مكتبه الخاص بالديوان الملكي قصر اليمامة وأيضا الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله بمكتبه الخاص بالمعذر والكتاب في المجمل جمع فأوعى ودون فوثق وكتب فأحاط بسيرة أبو الخيرين الملك سعود رحمه الله وان كانت الإحاطة بتاريخ وإنجازات هذا الملك العظيم تصعب على الجميع. وقت مضى زمانه ليته يعود … الشعب ناداك أبو الخيرين يا سعود . وهو كتاب جميل لاغنى لباحث ومطلع ومحب للوطن الشامخ وقياداته الرشيدة المؤسس وأبنائه الملوك والأمراء إلا أن يتزود من معينه الذي لا ينضب وينهل من مورده الذي مافتيء عذبا ويتعرف عن كثب ويطلع من قرب على هذه الدوحة الباسقة والمنارة الشامخة ورجالها الأوفياء.
ثانيا الوفاء الأسري وفى الأمير سلمان بن سعود للأسرة المالكة الكريمة حب بحب وتقدير بتقدير ووفاء بوفاء التي كأن الشاعر عناهم بقوله : من لاقيت منهم تقل لاقيت سيدهم.. مثل النجوم التي يسري بها الساري..
ثالثا وفائه للرجال العاملين معه من خلال تقديرهم واحترامهم والحنو عليهم والوقوف بجانبهم في الشدائد ماليا ومعنويا ونفسيا وأتذكر قصة واقعية أن الأمير سلمان بن سعود كان في جده يلقي محاضرة عن إنجازات الملك سعود في الحجاز بجامعة الملك عبدالعزيز وبلغه وفاة والد أحد العاملين معه في المكتب الخاص فغير سير طائرته بدلا من جده إلى الرياض جعل خط السير جده أبها الرياض ليقدم واجب العزاء والمواساة وكان لي الشرف بمرافقة سموه الكريم في هاتين الرحلتين مع كثير من المواقف الأخرى لسموه مع أخوياه وكل من قصده.
رابعا وفائه مع زملائه المثقفين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات بالتعاون العلمي والثقافي والحضاري ومد جسور الصلة بشكل جميل مما يعطي انطباع أن العلم في نفس أميرنا عظيم وهو الذي حصل جميع الشهادات من الابتدائية إلى الدكتوراه وكانت حياته رحلة حياة هدفها العلم .
خامسا وفائه مع الأدب والشعر إذ جمع نفائس الشعر وعيون الأدب التي قيلت في والده العظيم وجعل لها عنوانا صائبا ( الملك سعود في وجدان الشعراء ) .
هذا هو أمير الوفاء الذي وفى لوطنه ووالده الكريم والأسرة المالكة الكريمة والعلم والثقافة والمعرفة والأدب ولمكونات الشعب السعودي وفاء يسجل بمداد من ذهب ويسطر بحبر من فخر ويذكر فلا ينسى ويدرج فيتوج ، معايير الجودة لسموكم الكريم عندي كثيرة تذكرت بعضا منها واحتفظت بالباقي لكي أظل ممتنا لكم.