الــحـضـور الـمُـرّ

بقلم الأستاذة: فاطمه السويّح الشمري

 

أرخيت سمعي ذات يوم

ولست ممن يرهفون السمع

إن هطلت على الأرض الحروفْ

 

فلقد نسيت مواجعي وبطاقتي

وشراعي المثقوب

في أحد الكهوفْ

 

ولبست أسمالي وودعت المضارب

وارتحلت يلوكني قلقٌ وخوفْ.

 

ومشيت حين مشيت

مشرعةً جناحيَ المعطوب

والآلام 

والجرح المضرّج بالدماءْ

 

ويصحبني وإن بَرَكتْ سفيني

غُصةٌ من دفق أحلامي

وشيءٌ من بقايا كبرياءْ

 

أرخيت سمعي علّها

أصوات ينبوعٍ وعصفورٍ وماءْ

 

فلقد تعبت من الرحيل

وأنهك المجهول راحلتي

وتاهت أغنيات البيد في شفتي

وتحول القصر المنيف إلى هباءْ!

 

وفي لحظٍ من الإنصات

والحزن المهيب

إذ نطق الخواءْ!

أهناك من بدأ الغناءْ؟

 

وكأن دقات الثواني والمرارة

وابتهالات الثكالى 

والرحيل المُر

في كبد السماءْ

لطفاً تجلّت في حكايا الفجر

في ترنيمة الطهر المضمخ

بالدموع وبالوفاءْ

 

وكأن شوق الراحلين 

وشرفتي

وضجيج عمري

وانبعاث قصائدي

والحزن المعتق في الخباءْ

قد صار ..

صوتاً للمرايا والنساءْ

أهزوجة المطر المخضب بالحنين 

ورفيف أجنحة البلابل في الفضاءْ

 

إني سمعتُ لمّا صار يَسمعُني البكاءْ..

أن لا تخافي إذ توسدتِ المواجع والعناءْ

فهناك يختبيء الضياءْ!

عن عبدالعزيز عطيه العنزي

شاهد أيضاً

رمشك الساهي

هاشم بن علي الكاف رمشك الساهي عنوان القصيد كل ما سلهم يهديني قصيده انتي دمّي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.