بلغ السيل الزبى ..

صالح جراد الشهري

في المجاردة والمجاردة فقط يوجد كل شيء ويغيب الضوء..المجاردة : تهامية الحسن عسيرية الانتماء لها أنفة الجبل ورحابة المراعي ورقصاتها في ليالي السمر خطى عتيقة لاتمر السنين بها .
مترامية للحد الذي يجعلك تمر بلهجات عدة وألحان كثيرة وروايات سكبتها الجدات من دلة الأجداد في صدورنا التي ارتضت وبكامل قواها أن تكون كؤوسا لهذا المذاق وتلك الرائحة .
في المجاردة لاتحتاج دليلا للعثور على معالمها وجمالها واكتشاف تفردها. سر على قدميك فقط فالحجر الذي سكنه أجدادنا سيكون معك على امتداد الحب والأرض.
ذلك الحجر هو العامل المشترك بين كل المراكز في المحافظه وهو الدليل والمترجم.
المجاردة التي أحببتها باتساعها ورحابتها للكل ودفء حكاياتها ورائحة عراقتها في كل شبر اكتمل حسنها ومنذ زمن بعيد وكانت ستكون عروسا تملأ الدنيا وتشغل الناس.
في كل ليلة كانت تزف وفي كل ليلة يتركها الضوء .
مر وقت طويل وأنا أتابع المنظر .محزن جدا أن تشيب والمصيبة أننا نعلم أنها نحرت من الوريد إلى الوريد وبفعل فاعل .
السيد الفاعل يترك خلفه في كل مرة آثار جريمته متعمدا فمن أمن العقوبة أساء الأدب ..وآه ثم آه ياحمرة الخجل .
لسنوات طوال وأنا أتابع الأحداث هنا والتزمت مثل غيري الصمت لكن !!
أن تعتقد أنك الأذكى والأكثر جرأة وتمارس حماقاتك على مرأى فأنت هنا أجهل مما تعتقد لكنك لا تعلم أننا لانجيد التلون وتمرير المشهد واستغلال الحدث وتغييب الحقيقة وإظهار ماترغب.
لسنوات عده والمجاردة تدار بعقلية متشابهة جدا في فعالياتها وحضورها وانشطتها.
وليتها المجاردة بحقيقتها وإنسانها وأرضها ومراكزها وحكاياتها لكن!!
في كل مره وفي كل فعالية يتم تمرير المجاردة على أنها (خاط) وأعني هنا المركز
الحدث يبدو باسم محافظة لكن من يقدمه ومن يديره ومايقدم من فقرات ومونتاج وأعمال يكاد يكون لذات المركز وبنسبة عالية جدا .
أحب خاط كأرض ولاأختلف مع إنسانها لكني لن أقبل بتغييب المحافظة عمدا وتغييب كل مبدع لصالح الشخوص والأماكن.
لاتهمش ابطالا ولاحكايات ولاتاريخ ولاتراث اكبر بمرات من مركز ولن يكفي عمرك لاختصارها.
سعادة المحافظ يعطي الثقه نعم لكن السؤال لهؤلاء : ألم يكفكم صمتنا لسنوات؟
ألم تخجلوا من تمرير فعاليات المحافظة واستغلالها بالكامل وعلى مرأى من الجميع لصالحكم ؟
اليوم أكتب وبكل تجرد لأنني وفي مقالات عده تحدثت عن ذات الموضوع بلغة التلميح وبصوت هاديء. لكن!!
لكل من يمر بالمجاردة :
عندما تمر من هنا فلتعلم أن هذه الأرض هي : محافظة المجاردة .ابحث عنها في حسابات البسطاء .ستكون الصورة واضحة والحديث أصدق. واترك أصحاب الضوء الذين أحرقوا به من نذروا تجربتهم لإحراق فراشتهم.

أخيرا :
كل الطاقات والأماكن والحكايات التي غيبت بسببكم وتواجدكم في مفاصل العمل ستسألكم عنها أمانتكم ومهنيتكم..والسلام

 

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

كبري رديس

أحمد جرادي تأمل الجميع أن تسارع الجهات المعنية بكبري رديس ان تجد حل جذري وسريع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.