أصوات الإبل لغة رمزية تبرز علاقتها بملَّاكها

 

عبدالله الينبعاوي_ روافد الرياض

تشكِّل الأصوات واللغة أحد أوجه العلاقة الحميمة بين الإبل وملَّاكها، فلكل فردية اسم تتميَّز به عن قريناتها، ولكل مالك أصوات مخصصة تفهمها إبله وتعي دلالاتها، وفي مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل يجيد جمهور الإبل فهم أصواتها والتجاوب مع حالتها لمعرفة مدى نشاطها وقدرتها على إبراز قدراتها الجمالية.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فالمعجم العربي يفرد أكثر من ثلاثين اسمًا لأصوات الإبل التي تمكِّن ملَّاكها من التواصل معها، والتعرُّف على رغباتها، وحتى مشاعرها الداخلية، حيث تشكِّل لغة اتصالية تعبِّر عن مدى علاقة العربي منذ القِدَم بالإبل.
ففي مضمار المزاين، عندما تتحرَّك الإبل بطريقة جماعية، تصدر عنها “الهمهمة” وهو صوت قطيع الإبل، وكذلك “الخرس” وهو صوت الإبل دون الرغاء، كما أنَّ “البغباغ” صوت هديرها، وإذا زاد صار “الرغاء” صوتها، كما أنَّ “الجرجرة” صوت فحل الإبل.
وعندما تقدم الإبل من بعيد، يكون لها صوت “الرَّزِيز”، كما يميِّز العرب صوت الإبل البكر بصوت “الكَتِيت”، و”الأديد” ترجيع حنين الإبل لولدها، فيما تطلق صوت “الأطيط” عند الحنين، ولدى شربها الماء تصدر صوت “الهَقْم”.
أمَّا “الشدو” فهو صوت حادي الإبل يحدو لها، كما أنَّ “الهز” صوت الحادي ينشِّط الإبل بالحداء، بينما لزجر الإبل لتحتبس يستخدمون “الهعهعة”، ويستعملون “النَّخْنَخَة” من “النخ” لزجر الإبل لتبرك، ويتبعها أصوات “الإبساس”، و”اليأيأة” لزجرها، و”المهاهاة” لدعائها.
ومن سير الإبل يعرف جمهورها عن حالتها وصفات أخلاقها وتربيتها، فيطلقون “الذمول” على ذات السير السريع أو اللين، فإذا زاد قالوا “العَنَق”، فإذا ارتفع عنه فهو الذميل ثم الرسيم، ويقولون للإبل السريعة “العصوف” و”العجول” الناقة التي معها ولدها فتسرع إليه، و”الكبيع” السلسة القيادة، أما “الهوجاء” فهي القلقة السريعة الحركة، و”الهلواعة” السريعة التي تخاف من السوط، وإذا استوحشت الناقة وهرب قالوا “هجّت” من الهجيج.

عن رئيس مجلس الادارة

شاهد أيضاً

افتتاح مهرجان مسرح الطفل فى دورته الثانية

ريم العبدلي – ليبيا افتتح على خشبة المسرح الشعبي فعاليات مهرجان مسرح الطفل فى دورته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.